نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 599
كانت القضية معقولة أي غير ملفوظة تسمّى جهة و نوعا. فالقضية إمّا أن
تكون الجهة فيها مذكورة أو لا، فإن ذكرت فيها الجهة تسمّى موجّهة و منوعة
لاشتمالها على الجهة و النوع، و رباعية لكونها ذات أربعة أجزاء، و إن لم يذكر فيها
الجهة تسمّى مطلقة. و قد تخالف جهة القضية مادتها كما إذا قلنا كل إنسان حيوان
بالإمكان فالمادة ضرورية و الجهة لا ضرورية. لا يقال المادة الكيفية الثابتة في
نفس الأمر و الجهة هي اللفظ الدّال عليها أو حكم العقل بأنها هي الكيفية الثابتة
في نفس الأمر، فلو خالفت المادة لم تكن دالّة على الكيفية في نفس الأمر بل على أمر
آخر، و لم يكن حكم العقل بل حكم الوهم لأنّا نقول لا نسلّم ذلك و إنّما يكون كذلك
لو كانت الدّلالة اللفظية قطعية حتى لا يمكن تخلّف المدلول عن الدّال أو لم يجز
عدم مطابقة حكم العقل و ليس كذلك، بل الجهة ما يدلّ على كيفية في نفس الأمر و إن
لم تكن تلك الكيفية متحقّقة في نفس الأمر و حكم العقل أعم من أن يكون مطابقا أو لم
يكن. هذا رأي المتأخرين. و أما على رأي القدماء فالمادة ليست كيفية كل نسبة، بل
كيفية النسبة الإيجابية و لا كيفية كل نسبة إيجابية في نفس الأمر، بل كيفية النسبة
الإيجابية في نفس الأمر بالوجوب و الإمكان و الامتناع، و هي لا تختلف بإيجاب
القضية و سلبها، و الجهة إنّما هي باعتبار المعتبر، فإنّ المعتبر ربما يعتبر
المادة أو أمرا أعمّ منها أو أخصّ أو مباينا، و يعبر عما تصوّر أو يعبّر بعبارة هي
الجهة. فعلى هذا قد تخالف المادة في القضية الصادقة بخلاف اصطلاح المتأخّرين، و لا
يعلم لتغير الاصطلاح سببا حاملا عليه كذا في شرح المطالع.
الجهل:
[في الانكليزية]Ignorance
[في الفرنسية]Ignorance
بالفتح و سكون الهاء في اللغة نادانستن و ناداني على ما في المنتخب. و
عند المتكلّمين يطلق بالاشتراك على معنيين. الأول الجهل البسيط و هو عدم العلم
عمّا من شأنه أن يكون عالما فلا يكون ضدا للعلم، بل متقابلا له تقابل العدم و الملكة.
و يقرب منه السهو و كأنه جهل بسيط سببه عدم استثبات التصوّر حتى إذا نبّه الساهي
أدنى تنبيه تنبّه [1]. و كذا الغفلة و الذهول و الجهل البسيط
بعد العلم يسمّى نسيانا. قال الآمدي إنّ الذهول و الغفلة و النسيان عبارات مختلفة
لكن يقرب أن تكون معانيها متحدة، و كلها مضادّة
[2] للعلم، بمعنى أنه يستحيل اجتماعها معه. قال و الجهل البسيط يمتنع
اجتماعه مع العلم لذاتيهما فيكون ضدا له و إن لم يكن صفة إثبات. و ليس الجهل
البسيط ضدا للجهل المركّب و لا الشكّ و لا الظنّ و لا النظر، بل يجامع كلا منها،
لكنه يضاد النوم و الغفلة و الموت لأنه عدم [العلم]
[3] عمّا من شأنه أن يقوم به العلم و ذلك غير متصوّر في حالة النوم و
أخواته. و أما العلم فإنه يضاد جميع هذه الأمور المذكورة. و الثاني الجهل المركّب
و هو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق سواء كان مستندا إلى شبهة أو تقليد، فليس
الثبات معتبرا في الجهل المركّب كما هو المشهور في الكتب و إنما سمي مركّبا لأنه
يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه فهذا جهل بذلك الشيء، و يعتقد أنه يعتقده على
ما هو عليه فهذا جهل آخر قد تركّبا معا، و هو ضدّ للعلم لصدق حدّ الضدين عليهما.
فإنّ الضدين معنيان وجوديان يستحيل اجتماعهما في محل واحد و بينهما غاية الخلاف
أيضا. و قالت المعتزلة أي كثير منهم هو مماثل