responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 37

فائدة

لأهل الحديث مراتب: أولها الطالب، و هو المبتدئ الراغب فيه، ثم المحدّث و هو الأستاذ الكامل، و كذا الشيخ و الإمام بمعناه، ثم الحائط [1] و هو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا و إسنادا، و أحوال رواة [2] جرحا و تعديلا و تاريخا، ثم الحجّة و هو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث كذلك قاله ابن المطري‌ [3]. و قال الجزري‌ [4] رحمه اللّه: الراوي ناقل الحديث بالإسناد و المحدّث من تحمّل بروايته و اعتنى بدرايته، و الحافظ من روى ما يصل إليه و وعى ما يحتاج إليه.

و في إرشاد القاصد للشيخ شمس الدين الاكفاني السنجاري: دراية الحديث علم تتعرف منه أنواع الرواية و أحكامها و شروط الرواية و أصناف المرويات، و استخراج معانيها، و يحتاج إلى ما يحتاج إليه علم التفسير من اللغة و النحو و التصريف و المعاني و البيان و البديع و الأصول، و يحتاج إلى تاريخ النقلة، انتهى.

علم أصول الفقه:

و يسمّى هو و علم الفقه بعلم الدراية أيضا على ما في مجمع السلوك، و له تعريفان: أحدهما باعتبار الإضافة، و ثانيهما باعتبار اللّقب، أي باعتبار أنه لقب لعلم مخصوص. و أما تعريفها باعتبار الإضافة فيحتاج إلى تعريف المضاف و هو الأصول و المضاف إليه و هو الفقه، و الإضافة التي هي بمنزلة الجزء الصّوري للمركّب الإضافي. فالأصول هي الأدلة، إذ الأصل في الاصطلاح يطلق على الدّليل أيضا، و إذا أضيف إلى العلم يتبادر منه هذا المعنى، و قيّد المراد المعنى اللغوي، و هو ما يبتنى عليه الشي‌ء فإنّ الابتناء يشتمل الحسّي، و هو كون الشيئين حسّيين كابتناء السقف على الجدران، و العقلي كابتناء الحكم على دليله. فلمّا أضيف الأصول إلى الفقه الذي هو معنى عقلي، يعلم أن الابتناء هاهنا عقلي، فيكون أصول الفقه ما يبتنى هو عليه و يستند إليه، و لا معنى لمستند العلم و مبتناه إلّا دليله. و أما الفقه فستعرف معناه.

و أما الإضافة فهي تفيد اختصاص المضاف بالمضاف إليه باعتبار مفهوم المضاف إذا كان المضاف مشتقّا أو ما في معناه، مثلا دليل المسألة ما يختصّ بها باعتبار كونه دليلا عليها، فأصول الفقه ما يختصّ به من حيث إنه مبنى له و مسند إليه، ثم نقل إلى المعنى العرفي اللّقبي الآتي ليتناول الترجيح و الاجتهاد أيضا. و قيل لا ضرورة إلى جعل أصول الفقه بمعنى أدلته ثم النقل إلى المعنى اللّقبي أي العلم بالقواعد المخصوصة، بل يحمل على معناه اللّغوي أي ما يبتنى الفقه عليه و يستند إليه و يكون شاملا لجميع معلوماته من الأدلة و الاجتهاد و الترجيح لاشتراكها في ابتناء الفقه عليها، فيعبّر عن‌


[1] الحافظ (م).

[2] رواته (م).

[3] ابن المطري هو محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الخزرجي الأنصاري السعدني المدني، أبو عبد اللّه، جمال الدين المطري. ولد عام 671 ه/ 1272 م و توفي بالمدينة المنورة عام 741 ه/ 1340 م. فاضل، عالم بالحديث و الفقه و التاريخ. تولى نيابة القضاء بالمدينة و له عدة تصانيف. الاعلام 5/ 325، الدرر الكامنة 3/ 315.

[4] الجزري، هو محمد بن يوسف بن عبد اللّه بن محمود، ابو عبد اللّه شمس الدين الجزري. ولد بالجزيرة عام 637 ه/ 1239 م و توفي بالقاهرة عام 711 ه/ 1312 م خطيب من فقهاء الشافعية. له بعض المؤلفات في اللغة و الأصول.

الأعلام 7/ 151، الدرر الكامنة 4/ 299، بغية الوعاة 120، شذرات الذهب 6/ 42.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست