responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 44

و تبيّن أنّ التهانوي كثيرا ما ينتقل في شرحه من العربية إلى الفارسية، لكن الجلي في شروحه الفارسية أنّه قد تعلم هذه اللغة و ليس هو ابنها، و يستدل ذلك من بعض الأخطاء أحيانا أو المبالغة أو البساطة تارة و التعقيد طورا. بل حوّرت أحيانا بعض الألفاظ، و المعروف أنّ أصلها هندي، و لا سيما أن الكاتب هندي. فيستفاد من ذلك أن التهانوي غريب عن الفارسية و أتقنها كما حاله مع العربية، و مع الفارق بين اللغتين لجهة تملكه نواصي العربية.

لكن النقل من الفارسية إلى العربية تحصّل يسيرا من غير صعوبات لتشارك اللغتين في المعنى و مساهمتهما معا في الحضارة الاسلامية.

أما الصعوبات المتعددة فقد تأتّت عند نقل المصطلح من العربية إلى الأوروبية.

فعلى الرغم من أنّ جزءا من ذاكرة الحضارة الغربية جاء من الحضارة العربية، حين كانت هذه تحتضن شتى العلوم، إلا أنّ هوة شاسعة زادت من الفصل بينهما تباعا.

حيث تغيرت كثيرا المعطيات العلمية، و طريقة فهم الأشياء. ففي الطب مثلا بقي عدد من أسماء الأمراض على حاله و تغيّر العديد، أما في الأدوية و تصنيفها، و إن احتفظت بشي‌ء من قدمها، فقد تغيرت كثيرا. و في علم الهيئة و الفلك أخذ التنجيم حيّزا هاما في الموسوعة، بينما لم يعد مهما في أوروبا، حيث ظهرت مصطلحاته. و تبدّلت النظريات الفلكية و قياس أبعاد الكواكب كليا. و ممّا تجدر الاشارة إليه في هذا الصدد مثلا أنّ علمي الرمل و الجفر قد اختفيا تماما من المصطلح العلمي المعاصر، بينما كان لهما اعتبار مرموق في الكشاف.

و لم يخل الأمر من مفاجآت إبّان الترجمة، إذ يوجد مرض ما أو انحراف حسابي لا وجود لمقابل له في الأوروبية، ممّا يدفع إلى جهد جهيد للتفتيش و الاستنباط أحيانا. و ربما وجد مصطلح متعارف عليه كلفظ محمولات الذي درج في المنطق عند العرب، لكن اصطلح عليه آنذاك على غير ما تعارفنا عليه. حيث دلّ على دواء خاص و طريقة استعمال، و ربما قابل ما ندعوه اليوم «تحميلة».

و أخيرا فمن صعوبات الترجمة ما أدخله المتصوفة بقوة على المصطلحات الشرعية و العلمية من دلالات لا تخصّ معناها الأصلي. حيث استخدموا المصطلحات عينها بعد تحويرها جزئيا أو كليا عن حقلها الدلالي و اعطائها معنى من عندياتهم و من لدن تبدّياتهم. و ليس أمام الناقل إلا التمعّن في ذلك و عدم تجاهله و تخيّر المقابل السليم المعبّر.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست