responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 18

و لهذا كله ينصب الاهتمام على دراسة الأسماء أي دلالة المصطلحات لتعبيرها عن الوقائع أو فهم الوقائع- المعنى، التصور الذهني-.

و لم يعن العرب و المسلمون كثيرا بدلالة القضية الجملة بل بمعناها، و وضعوا معايير مختلفة للحكم على معناها من حيث السند و الصدق و الكذب، النظر و التجربة الخ ... لكن غايتهم انصبت على دلالة الأسماء انصبابا هاما و انقسموا فريقين: فريق أعطى الأولوية للدلالة، علاقة الشكل بالمضمون. و فريق قدّم أولوية المعنى على الدلالة.

بينما رأى فتغنشتين حديثا بأنّ الأسماء ذات دلالة فحسب و ليس لها معنى، و أنّ القضايا ذات معنى فحسب و ليس لها دلالة [1]. و هذا الاتجاه يقارب مفهوم أهل الاصطلاح عند العرب و المسلمين.

بل اعتبر الغزالي أن الواقعة و المعنى و الدلالة مترابطة ترابطا تاما، إذ قال إنّ للأشياء وجودا في الأعيان و الأذهان و اللسان‌ [2].

لكن تطور العلوم العصري جعل معنى الاسم يؤخذ على السياقات التي تستعمل فيها الأسماء. و هذا التوجه يخدم تشعب المصطلحات و غزارتها.

بيد أنّ المصطلح العربي و الاسلامي ارتكز على وظيفتين مثله مثل وظيفة اللغة عامة: وظيفة معرفية و وظيفة انفعالية. في حين ضؤل دور الوظيفة الانفعالية في المصطلح العصري الغربي لضمور الآداب و الفلسفة أمام العلوم و التفنين. و لم تعد المعرفة العصرية تعنى بتبديات النفس و تخيلات الشعور عنايتها بالوقائع المجربة المصغرة و الافتتان بها.

و لم يحدث الأمر في اللغة العربية لعدم انسلاك المجتمعات العربية في سلك العلوم و التفنين و انخراطهم كليا في التكنولوجيا و هضم علومها.

و لا عجب إن جاء الكشاف يلبّي الوظيفة المعرفية للغة، و لكن مصطلحاته الملبّية للوظيفة الانفعالية تطفو و تغزر. و لا سيما أن الدلالات الفلسفية و الصوفية الدّالة على التّبديات و التمظهرات الفكرية و النفسية تكثر، و تغني القارئ بحقل واسع من‌


[1] Picher. G. The Philosophy of Wittgenstein, Inc., Englewood, Cliffs, N. J., Prentice- Hall,

1964,p . 54.

[2] و لا سيما في كتابيه: معيار العلم و المستصفى من علم أصول الفقه.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست