responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 10

إنّ المفردات و الأسماء في محطات دلالتها و التعبير، و إبّان النقلات الحضارية و اجتياز اللفظة من مدلول إلى آخر، بقيت على اتصال في الدلالة مع ما سبقها و بخيط مشترك من المعنى بين الاثنين. بينما سارت بعض اللغات مسارا آخر تمثّل في قطع دلالي مع مراحل سبقته. و أصبحت اللفظة رمزا و شكلا يطابق معنى حدث من غير رابط مع المعنى الذي كان قائما في تجربة سبقت.

و لعلّ آلية بنية الساميات، و العربية منها، في استحداث الألفاظ و المصطلحات على تفعيلات و أوزان ترتدّ جميعها إلى الثلاثي، منه تنطلق و إليه تعود، قد فعلت فعلها و تركت طبعها في الحقل الدلالي للألفاظ، و رسّخت أثر السيرورة التاريخية للأسماء في انبنائها و اصطلاحها على معان مستجدة. و لم يعن ذلك أن لغات أخرى تفقد هذا الاتصال، إنّما المقصود هنا ضعف السيرورة التاريخية في الحقل الدلالي للألفاظ عند لغات و اشتداد ذلك في العربية.

إنّ الأبحاث التي شغلت الأمم في عصور ازدهارها و انبثاق الكشوف العلمية لديها، و تشعّب تجربتها الفكرية و الوجدانية، قد أغنت لغات هذه الأمم بالألفاظ و الأسماء و المصطلحات، فعبّرت اللغة تلك عن المعاني، و تحدّدت تلك المعاني بخاصية هذه اللغة من دون سواها، و بحسب الأقوام الذين تناوبت الحضارة و العلم على أيديهم.

و لا مندوحة عن القول إن هذه المعاني حلقة ضرورية أدّت إلى ما بلغه العقل البشري من تطور و كشف. فسيرورة العلم حلقات متصلة بدأت بحاضرات ضفاف الأنهار لتمرّ باليونان و الرومان و من ثمّ العرب و المسلمين، و لتنتقل بعد حين إلى أوروبا الحديثة بحضارتها، و بالتالي، امتدادها إلى أميركا و العالم، في بوتقة عصرية مذهلة بلغ فيها العلم و أنماط المعرفة و وسائلها مبلغا مدهشا يرسّخ ذاك التطور و الترقي للانسان و استخدامه الطبيعة لصالحه أفضل استخدام، في عمل دءوب لراحته و سعادته و طول بقائه.

و عند العودة إلى ما بدأناه كيف يمكن لهذه العلوم و معانيها الحادثة عند الآخر أن تتحقّق عند العرب من غير أن تنسكب في وسائط ترسّخها في الفهم و الأذهان؟. و من غير اللغة القومية وسائط تطال الجمهور و المثقفين و تشمل العامة و الخاصة، فتحدث نقلة معرفية في الشعب، بمثل ما تغتني هي كلغة قائمة و فاعلة، إذ إن بقاء العلم منسكبا بلغة من صنع ذاك العلم يؤدّي إلى استقطاب النخب من أهل العربية، لتتحوّل لغة

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست