و بمقدّمات هي في بادئ الرأي مؤثرة عند الجمهور، و بالألفاظ التي هي
في الوضع الأوّل على الحال التي اعتاد الجمهور استعمالها (ف، ح، 148، 16)- الخطابة
و الشعر فإنّ الألفاظ تستعمل فيهما بالنوعين جميعا (ف، ح، 164، 13)- الخطابة فإن
أكثر مخاطباتها اقتصاص و ابتداء و إخبار لا بسؤال و لا بجواب، و ربّما استعملت
السؤال و الجواب. و تستعمل جميع حروف السؤال سؤالات و في الإخبار (ف، ح، 210، 22)-
حروف السؤال سوى حرف «هل» فإنها (الخطابة) إنّما تستعملها في السؤال على جهة
الاستعارة و التجوّز و على جهة إبدال حرف مكان حرف، و هذا أيضا ضرب من الاستعارة و
التجوّز، و تستعملها في الإخبار على الأنحاء التي سبيلها عند الجمهور أن تستعمل في
الإخبار على ما قد بيّنّاها كلّها (ف، ح، 211، 2)- حرف «هل» فإنّها (الخطابة)
تستعمل أحيانا في السؤال على التحقيق و على ما للدلالة عليه وضع أوّلا، و تستعمله
أيضا في السؤال استعارة، و تستعمله أيضا في الإخبار (ف، ح، 211، 6)- الخطابة
تستعمل حرف «هل» على ما وضع للدلالة عليه أوّلا، و تستعمله على طريق الاستعارة. و
أمّا حرف «لم» و حرف «ما» فإنّها لا تستعملها في السؤال إلّا على طريق الاستعارة
فقط (ف، ح، 225، 8)- حرف «أيّ» و حرف «كيف» فربّما استعملتهما (الخطابة) في
الدلالة على معانيهما الأول.
و أكثر ما تستعملهما إنّما تستعملهما أيضا على طريق الاستعارة (ف، ح،
225، 11)- صناعة الخطابة و الشعر ... فإن موضوعيهما الأمور الجزئيّة، و إن نقلت
إلى الأمور الكليّة طلبت هي و الأمور الكليّة (س، ب، 9، 14)- الأسماء المستعملة في
المخاطبات القياسيّة هي هذه: التعليم، و المجاراة، و المناظرة، و المعاندة، و
الاختبار، و المجادلة، و الخطابة و الإنشاد. و إن كان شيء غير هذه، فهو إمّا داخل
في بعض هذه، أو غير مألوف (س، ج، 15، 6)- أمّا الخطابة، فإنّ الخطيب، هو المقتدر
على إقناع الناس في الأمور الجزئيّة (س، ج، 17، 7)- الذي يسمّونه بالريطوريقا و هو
الخطابة صناعة علميّة كلاميّة غرضها في المحاورة إقناع السامعين في كل فن يكون منه
التصديق (ب، م، 269، 10)- الخطابة لا تختص بالأمور الكلّية و أكثر منفعتها في
الأمور الجزئيّة، و الواقعات الاختياريّة، و يكتفى فيها من القياسات بما يقنع
إنتاجه و إن لم يكن ضروريّ الإنتاج، و من المقدّمات و المبادئ بما يحمد في بادئ
الرأي و إن لم يكن عند التعقب محمودا في الحقيقة (ب، م، 269، 17)- الخطابة يستعان
بها تارة في الدعوة إلى العقائد الالهيّة، و تارة في الدعوة الى العقائد الطبيعيّة
و تارة الى العقائد الخلقيّة، و تارة في تمكين الانفعالات النفسانيّة في الأنفس
مثل الاستعطاف و الاستمالة و الإرضاء و الإغضاب و التشجيع و التحذير، و تارة في
المخاصمات الواقعة في الحوادث الجزئيّة (ب، م، 270، 12)