يراد به سلب الضرورة، في الوجود و العدم جميعا، و هو الذي لا استحالة
في وجوده، و لا في عدمه، و خرج الواجب عنه (غ، ع، 344، 5)- (الممكن) الثالث: أن
يعبّر عن ممكن لا ضرورة في وجوده بحال من الأحوال، و هو أخصّ من الذي سبق، و ذلك
كالكتابة للإنسان (غ، ع، 344، 13)- (الممكن) الرابع: أن يخصّص الشيء المعدوم في
الحال، الذي لا يستحيل وجوده في الاستقبال، فيقال له ممكن، أي له الوجود بالقوّة
لا بالفعل (غ، ع، 344، 19)- كل ما هو و واجب الوجود بغيره، فهو ممكن الوجود بذاته
(غ، ع، 345، 17)- كل ممكن بذاته، فهو واجب بغيره. فالممكن إذا اعتبرت علّته، و
قدّر وجودها، كان واجب الوجود (غ، ع، 346، 2)- كل ممكن، فهو ممتنع، و واجب (غ، ع،
346، 7)- يقال ممكن لما ليس هو على الوصف الذي بحسبه قيل أنّه ممكن و لا يمتنع أن
يكون عليه، و ذاك إمّا في الوجود و إمّا في الذهن (ب، م، 78، 15)- (الممكن) الذي
بحسب وقت ما فهو الذي لا يكون في وقت ما يقال أنّه ممكن بتلك الصفة، و فيما بعده
يكون كذلك بسبب موجب أولا يكون بسبب مانع، أو بعدم السبب الموجب (ب، م، 79، 1)-
(الممكن)، إمّا اعتباره في الذهن، فإنّ الحكم الذهنيّ قد يكون بحسب العلم المحقّق،
أو الجهل الصرف، أو الظن الغالب (ب، م، 79، 13)- كل ما ليس بأوّلي العلم من
الإيجاب و السلب يسمّى من حيث هو كذلك ممكنا، إذ يكون له إمكان و جواز احتمال عند
الذهن لكونه عنده بمجرّد النظر فيه مجهولا (ب، م، 80، 2)- ربما قيل ممكن لما ليس
يمتنع و أدخل الضروري الأوّلي تحته و ليس بصواب، و إنّما يدخل تحت الممكن من
الضروريّ غير هذا، و إلّا فهذا لا يكون أبدا مجهولا حتى يقال عليه هذا الإمكان
الذي حقيقته الجهل بطرفي النقيض و أيّهما الموجب و أيّهما السالب (ب، م، 80، 15)-
إنّ الممكن في وقت وجوده يصدق عليه أنّه ضروريّ الكون، و كذلك في وقت عدمه يصدق
أنّه ممتنع الكون (ب، م، 83، 13)- الممكن فالاشتباه فيه أكثر، و بسبب ذلك وقع
الناس أغاليط كثيرة في تلازم ذوات الجهات و تناقضها، فنقول: إنّ العامة يستعملون
الممكن على معنى أعم مما يستعمله عليه المنطقيون (سي، ب، 113، 1)- يعنون (العامة)
بالممكن ما ليس بممتنع (سي، ب، 113، 3)- الممكن هو الذي حاله بحيث يصدق عليه ليس
بممتنع في طرفي كونه و لا كونه جميعا، و إذا كان الواجب و الممتنع خارجين عنه صدق
أن يقال هو الذي لا ضرورة في وجوده و لا في عدمه (سي، ب، 113، 10)- اختلاط الممكن
مع غيره فيها، فإذا اختلط مع الضروري في الأول كانت النتيجة تابعة للكبرى، فإن
كانت ممكنة فلا خلاف في أن النتيجة ممكنة على المشهور و الحقيقي، و إن كانت ضرورية
فالمشهور أن النتيجة ممكنة حقيقية إن كانت الضرورية موجبة (سي، ب،