يَأْتِى مِنْ طَرَفِ الدَّرْزِ اللَّ امِىِّ، وَيَمُرُّ مُنْتَهِياً إلَى الإِكْلِيلِىِّ، وَ مِنْ قُدَّامُ جُزْءٌ مِنَ الإِكْلِيلِىِّ، وَ مِنْ خَلْفُ جُزْءٌ مِنَ اللَّ امِىِّ. وَ أَمَّا الْجِدَارُ الرَّابِعُ فَيَحُدُّهُ مِنْ فَوْقُ
الدَّرْزُ اللَّ امِىُّ، وَ مِنْ أَسْفَلُ الدَّرْزُ الْمُشْتَرَكُ بَيْنَ الرَّأْسِ وَ الْوَتِدِىِّ وَيَصِلُ بَيْنَ طَرَفىِ اللَّ امِىِّ.
وَ أَمَّا قَاعِدَةُ الدِّمَاغِ فَهُوَ الْعَظْمُ الَّذِى يَحْمِلُ سَائِرَ الْعِظَامِ وَيُقَالُ لَهُ الْوَتِدِىُّ وَخُلِقَ صُلْباً لِمَنْفَعَتَيْنِ: إحْدَاهُمَا أنَّ الصَّلابَةَ تُعِينُ عَلَى الْحَمْلِ. وَ الثَّانِى أنَّ الصُّلْبَ أَقَلُّ قَبُولًا لِلْعُفُونَةِ مِنَ الفُضُولِ وَ هَذَا الْعَظْمُ مَوْضُوعٌ تَحْتَ فُضُولٍ تَنْصَبُّ إِلَيْهِ دَائِماً، فَاحْتِيطَ فِى تَصْلِيبِهِ [1]، وَفِى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ جَانِبَىِ الصُّدْغَيْنِ عَظْمَانِ صُلْبَانِ يَسْتُرَانِ الْعَصَبَةَ الْمَارَّةَ فِى الصُّدْغِ، وَ وَضْعُهُمَا فِى طُولِ الصُّدْغِ عَلَى الْوِرَابِ يُسَمَّيَانِ الزَّوْجَ.
الْفَصْلُ الرَّابِعُ فِى تَشْرِيحِ عِظَامِ الْفَكَّيْنِ وَ الأَنْفِ
أمَّا عِظَامُ الْفَكِّ وَالصُّدْغِ: فَيَتَبَيَّنُ عَدَدُهَا مَعَ تَبْيِينِنَا لِدُرُوزِ الْفَكِ [2] فَنَقُولُ: إنَّ الْفَكَّ الأَعْلَى يَحُدُّهُ مِنْ فَوْقُ دَرْزٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبْهَةِ مَارٌّ [3] تَحْتَ الْحَاجِبِ مِنَ الصُّدْغِ إلَى الصُّدْغِ، وَيَحُدُّهُ مِنْ تَحْتُ مَنَابِتُ الأسْنَانِ، وَمِنَ الْجَانِبَيْنِ دَرْزٌ يَأْتِى مِنْ نَاحِيَةِ الأُذُنِ مُشْتَرَكاً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَظْمِ الْوَتِدِىِّ الَّذِى هُوَ وَرَاءَ الأَضْرَاسِ، ثُمَّ الطَّرَفُ الْآخَرُ هُوَ مُنْتَهَاهُ أَعْنِى أَنَّهُ يَمِيلُ ثَانِياً [4] إلَى الإِنْسِىِّ يَسِيراً، فيَكُونُ دَرْزٌ يَفْرُقُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الدَّرْزِ الَّذِى نَذْكُرُهُ، وَهُوَ الَّذِى يَقْطَعُ أعْلَى الْحَنَكِ طُولًا
[1] ب، ج: تصليبه. ط: تصلّبه.
[2] ط:+ الأعلى.
[3] ط، آ: مارّاً. ب، ج: مارّ.
[4] ط، آ، ج: ثانياً. ب: نابياً.