نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 60
طرفه ثم يركب انتهاء ترقّق هذا على ابتداء ترقّق ذاك [1] حتى تكون ثخانة العظمين ثخانة عظم
واحد، و فائدة خلقتهما كذلك أن يسهل [2] تنحى أحد العظمين عن الآخر من غير انكشاف يعرض للدماغ، مع أن كل
واحد من العظمين شديد الثبات على الآخر، و فائدة ذلك أن يجد البخار و الرياح
الكثيرة التى قد تجتمع فى داخل القحف طريقا متسعا للانفصال، و لا يلزمها فساد
الدماغ، و شدة الألم.
و أظن أن هذين الدرزين من خواص الإنسان، و ذلك لأن رأسه فى سمت صعود
البخار و الدّخان من البدن كله، و يحتاج أن يكون رأسه أكثر نقاء من جميع الحيوان
ليكون فكره جيدا فيحتاج أن يكون منافس تحلّل ذلك منه أكثر و أوسع.
و أما أشكال هذه الدروز الخمسة:
فالأول من الحقيقية يحيط أعلاه بأعلى الجهة مشترك بين عظمها و عظمى [3] اليافوخ. و هو قوسى هكذا [4] و يسمى الإكليل
[5] لأنه عند منتهى الإكليل الذى يوضع على الرأس. و سنذكر فى الفصل
الآخر غاية امتداد طرفيه، و منه تتحلل البخارات التى فى البطن المقدم. و لذلك [6] وضع حيث يسهل تحلل الأبخرة لأنه يمر
على [7] محيط ذلك البطن. و إنما كان شكله كذلك
لأن هذا النتوء كبير، فيكون مع باقى الرأس كالكرة، و أكثر تحدبا و انفراجا.
و إذا قطعت الكرة بسطح مستو كان الانفصال على هيئة دائرة/ فيكون هذا
الدرز على هيئة محيط قطعة دائرة/ [8] و الدرز الثانى يمر [9] مستقيما تحت العرق [10]، و منه تتحلل أكثر أبخرة الرأس، خاصة ما يكون فى وسطه.
و خلق مستقيما ليعم جميع الجزء الأعلى من الرأس فيكون تحلل تلك
الأبخرة أسهل و أكثر مع كون التركيب أحكم و أقوى
[11].
أما أن التحلل يكون أكثر فلأن هذا الدرز لو انحرف عن الجزء الأعلى من
الرأس إلى جانبه لبقى [12]
ذلك القدر من الجزء الأعلى مانعا من التحلل.