responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 422

أن ينزل أيضا مستقيما فإن‌ [1] الغذاء ينحدر من المعاء الانثى عشرى دفعة. و كان هذا الثانى يتعدى إلى الكبد بكثير و ينحدر الغذاء منه سريعا جدا فلا [2] يتمكن الكبد و لا العروق التى حوله و التى فى الثرب من أن يمتص منه غذاء كثيرا، و لا كانت قوة الكبد الهاضمة تقوى على هضم الغذاء الذى فيه‌ [3] فلذلك احتيج أن يكون هذا المعاء يأخذ أولا إلى جهة اليمين ليصل إلى الكبد ثم ينحرف عنها آخذا إلى اليسار و إنما كان كذلك لأن ابتداء هذا المعاء هو من آخر المعاء الانثى عشرى فلو نفذ على الاستقامة نازلا لخرج الغذاء منه و من الانثى عشرى دفعة فلم يكن له منفعة ما فى هضم الغذاء و لا فى أخذ الكبد منها الصفاوة و لو نفذ أولا إلى اليسار لبعد أولا عن الكبد و قل جدا ما يأخذ الكبد منه من الغذاء فلذلك احتيج أن ينفذ أولا إلى اليمين، و لا يكفى وصوله إلى هناك و إلا كان قصيرا جدا فيقل لذلك منفعته، فلذلك جعل له طول يعتد به و نفذ من اليمين إلى اليسار، و تعدى بذلك موضع ابتدائه ليطول، و هو فى أخذه إلى اليمين يأخذ مرتفعا لئلا يخرج الغذاء من الاثنى عشرى بسرعة لأن نفوذ الثفل إلى فوق عسر ثم إذا انعطف إلى اليسار آخذا إلى أسفل لأنه لا يجد مسافه مستقيمة لأن سلوكه إلى اليسار تحت مسلكه إلى اليمين و هو فى سلوكه إلى اليمين يسلك مرتفعا فلذلك فى سلوكه إلى اليسار لا بد و أن ينحدر و يلزم ذلك سرعة انحدار الغذاء من تجويفه فلذلك نفوذ الغذاء إلى هذا المعاء يطول و يعسر و نفوذه عنه يقصر فلذلك يبقى تجويفه خاليا أعنى بذلك تجيفه من عند قرب الكبد إلى آخره و ذلك عندما يأخذ فى الانعطاف و يلزم ذلك أن يخلو آخر تجويفه الآخذ إلى اليمن عند قرب الكبد لأن الغذاء إذا انحدر من ابتداء انعطافه إلى اليسار جذب ما وراءه لئلا يخلو المكان فيلزم ذلك خلو أكثر تجويفه الآخذ إلى جهة الكبد و لذلك يسمى هذا المعاء بالصائم لأنه بحسب وضعه يخلو تجويفة بسرعة كخلو جوف الصائم و مع ذلك فإن المرارة موضوعة بحذائه فلذلك يكثر ما يترشح منها إليه من الصفراء. و ذلك بلذعه يسرع خروج ما فى تجويفه من الغذاء [4] و كذلك/ العروق الماصة هى بقربه كثيرة. فكثيرا ما تأخذ منه من الغذاء و ذلك موجب لخلوه و كذلك/ الكبد لقربها منه يكثر ما يمتصه من الغذاء و جميع ذلك موجب لخلو تجويفه لذلك يسمّى بالصائم. و إذا كان كذلك فالمعاء الذى بعد هذين لا بد من أن يكون كثير التلافيف لكثير مقام الغذاء فإن بقاءه فى هذين المكانين قليل.

أما الأول فلأجل استقامته. و أما الثانى فلما قلناه.

و هذا المعاء الثالث يسمى بالدقيق. و لكن‌ [5] هذه الثلاثة جميعها دقاق لأن ما فيها من الغذاء يكون بعد رقيق القوام سيالا، و مع ذلك فإن جرمها دقيق و ذلك ليسهل ترشيح الغذاء من مسامها و لما اختص الأول منها باسم الاثنى عشرى و اختص الثانى باسم الصائم بقى هذا الثالث ليس له حالة يستحق لأجلها اسما خاصا فخصوه بالاسم العام للثلاثة و هو الدقيق.


[1] ب: و إلا كان‌

[2] ن: فلم‌

[3] ب: به‌

[4] ب: و لا

[5] ن: لأن‌

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست