responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 415

إخراجه. و مع ذلك فإنها ينتفع بها فى أمور أخر لتسخين‌ [1] المعدة و المعاء و تنقية الأمعاء أيضا من الرطوبات اللزجة [2] و البلغم و لذلك إذا امتنع نفوذ الصفراء من هناك إلى داخل الأمعاء حدث عن ذلك رياح و آلام شديدة كالقولنج و مع ذلك فإنها تجذبها الصفراء إليها لأجل ما ذكرناه‌ [3] من المنافع فإنّها بهذا الجذب تنقى الدم من المرار الزائد على ما يحتاج إليه البدن و لذلك إذا بطل نفوذ الصفراء إلى المرارة كثر [4] لذلك المرار فى البدن و حدثت منها آفات منها اليرقان الأصفر.

قوله: و فم و مجرى إلى ناحية المعدة و الأمعاء يرسل فيهما إلى ناحيتهما فضل الصفراء. هذا هو المشهور: و هو أن المرارة ينفذ منها إلى أسفل المعدة مجرى تصب الصفراء فى أسفل المعدة و ينفذ منها إلى الأمعاء مجرى آخر تنفذ منه الصفراء إلى تجاويف الأمعاء و هذا لا محالة باطل.

فإن المرارة شاهدناها مرارا، و لم نجد فيها ما ينفذ لا إلى المعدة و لا إلى الأمعاء و إنما تنفذ الصفراء إلى هذين الموضعين على سبيل الرشح.

و ذلك لأن هذه المرارة إذا كثرت فيها الصفراء و ذلك عندما يأتيها الدم المرارى من مقعر الكبد يتمدّد لذلك جرمها و تتسع مسامّها فيرشح منها قسط كثير من الصفراء و ينفذ من هناك فى مسام التخلخل‌ [5] أسفل المعدة إلى داخلها و من مسام الأمعاء إلى تجاويفها. فمن تكون هذه المرارة فيه مرتفعة قليلا، أو يكون أسفل المعدة فيه شديد التخلخل كان ما ينفذ إلى داخل معدته من تلك الصفراء المترشّحة من المرارة كثيرا جدا. و كان ما ينفذ منها إلى تجاويف الأمعاء قليلا خاصة إذا كان جرم أمعائه مع ذلك مستحصفا يقل نفوذها هذه الصفراء فى خلله.

و من تكون هذه المرارة فيه منخفضة فإنه يقل جدا نفوذ ما يرشح منها من الصفراء إلى أسفل معدته، و أكثر ترشح تلك الصفراء يكون إلى تجاويف أمعائه و ربما بلغ انخفاض المرارة فى بعض الناس إلى أن لا يندفع منها إلى مقعر المعدة شى‌ء البتة و إنما لا يندفع من هذه الصفراء شى‌ء ما [6] إلى اعالى المعدة لأن هذه المرارة ليست ترتفع إلى قرب أعالى المعدة فذلك فائدة فإن الصفراء لو نفذت إلى أعالى المعدة لأسقطت شهوة الطعام و لما كان أعالى المعدة لا يندفع إليه الصفراء بالطبع فهو لا محالة يكثر فيه البلغم و غيره من الرطوبات فلذلك/ يحتاج إلى إخراج ذلك بالقى‌ء فلذلك/ كان القى‌ء من الأمور التى تكاد تكون ضرورية فى حفظ صحة المعدة، و ذلك شرط فى حفظ صحة البدن كله فلذلك كان القى‌ء من الأمور التى تكاد تكون ضرورية فى حفظ الصحة.

و اللّه ولىّ التوفيق‌ [7]


[1] : فى تسخين‌

[2] : المرخية

[3] : ما ذكرنا

[4] : كثرت‌

[5] ن: ساقطة

[6] ب: ساقطة

[7] ساقطة فى كل النسخ‌

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست