responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 409

الصور جميعها كل منها يفعل فى غيره هذا الفعل و إن كان بعض الأجسام فى ذلك (أقوى من بعض فما كان من الأجسام قوى الكيفيات فهو) أقوى على إحالة غيره إلى طبيعته من الأجسام التى كيفياتها ضعيفة فلذلك فإن إحالة النار للماء حارا أكثر كثيرا من إحالة الهواء إلى الحرارة و كذلك إحالة النطرون لغيره نطرونا أشد و أسرع من إحالة الماء غيره ماء خاصة إذا كان المستحيل بصورة يعسر قبولها لصورة المحيل لو كانت الاستحالة إلى صورة المحيل عسرة جدا و لذلك فإن استحالة الماء نارا أعسر من استحالة الأرض نارا مع أن الأرض أشد كثافة من الماء و أبعد فى ذلك عن‌ [1] طبيعة النار و ذلك لأن الماء لأجل قوة برده، و رطوبة مادته تعسر استحالة مادته نارا و لا كذلك الأرض فإن بردها أضعف و مادتها يابسه و كذلك استحالة الأجسام رصاصا أسرع كثيرا و أسهل من استحالتها ذهبا. و ذلك لأن الذهب إنما يتحقق بمزاج شديد و ذلك مما يعسر تكيف الأجسام بمزاجه و لا كذلك الرصاص. و لذلك إذا طال مقام الرصاص فى موضع ندى كبر جرمه، و لذلك يزداد بخلاف الذهب و قد يحيل جسم جسما آخر إلى جسم بصورة ثالثة ليست لواحد منهما فإن النار إذا سخنت الماء سخونة شديدة صار لذلك هواء و كذلك يقال إن الأكسير يحيل الرصاص فضة أو النحاس ذهبا مع أنه ليس بصورة واحد منها و ذلك لأن هذا المحيل لا [2] يحيل المادة فيكون بصورة ذلك الثالث بل لأنه يحيلها للتصور بصورته و لكنها فى طريق تلك الاستحالة يستعد لصورة ذلك الثالث. و اللّه تعالى لكرمه لا يمنع مستعدا ما استعد له. فلذلك الماء إذا تسخن بفعل النار فالنار تسخنه ليصير نارا لكنه‌ [3] قبل أن يندفع إلى الحد الذى به يصير نارا يستعد لصورة الهواء فيعطيه الخالق تعالى صورة الهواء لأجل استعداده لها.

و كذلك الأكسير يحيل الرصاص مثلا لأن يكون بصورته و قبل بلوغه‌ «*» إلى ذلك الحد يستعد لصورة الفضة فيفاض عليه، و لذلك المعدة تحيل الغذاء المستحيل إلى صورتها و قبل ذلك يستعد بعض الاستحالة إلى صورة جسم آخر و اجسام أخر فإن الماء إذا استحال هواء استعد قريبا بذلك من الاستعداد لاستحالة ما و كذلك الحال فى الكبد فإن الغذاء إذا استحال إلى صورتها قريبا بذلك من الاستحالة إلى جواهر الأعضاء كلها فهذه فائدة الكبد فإنها إذا احالت الغذاء دما استعد بذلك الاستحالة إلى جوهر كل عضو فكان جوهر الكبد كالمتوسط بين جواهر الأغذية و جواهر الأعضاء الأخر. و نحن قد تساهلنا فى هذا الكلام‌ «*» فأطلقنا لفظ الاستحالة على‌ [4] التغير فى الجوهر. و ذلك لأجل تسهيل التعليم و كلامنا فى تشريح الكبد يشتمل على بحثين:


[1] ب: من‌

[2] ب: ساقطة

[3] ن: ساقطة

(*-*) ساقطة فى ل‌

[4] ن: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست