responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 394

المستحيل أن يوجد فى خارج البدن أخلاط حاصلة بالفعل حتى يمكن ورودها إلى أبدان الحيوانات، و يكون منها أخلاط بدون أن تستحيل على حالها التى هى عليها و هى فى خارج البدن، فلا بد من أجسام أخر ترد إلى أبدان الحيوانات و تستحيل فيها إلى مشابهة المادة المعدّة [1] لتغذيتها، و تلك الأجسام تسمّى أيضا أغذية. و هى مثل الخبز و اللحم و الطعام للإنسان و لا بد [2] أن تكون لهذه الأجسام التى تسمى أغذية فى بدن الإنسان و نحوه عضو يحيلها إلى طبائع الأخلاط و ذلك العضو هو الذى نسميه الكبد، و سندل على ذلك إذا بلغنا إلى تشريح الكبد.

و هذه الكبد سنبيّن أن جذبها للغذاء لا بد أن يكون طبيعيا و الجذب الطبيعى إنما يكون لما هو نافع موافق للغرض‌ [3] الطبيعى، و أخذ الحيوان الأجسام التى تسمى أغذية كما قلناه هو بالإرادة و بالشهوة و ذلك ما لا يشترط فيه ان يكون فى نفس الأمر موافقا، فلذلك إذا أخذت الكبد منه النافع الموافق فلا بد أن يبقى منه ما ليس بموافق و لا نافع غير منجذب إلى الكبد. و هذا الشى‌ء إن بقى فى البدن دائما فسد و أفسد الأخلاط و غيرها. فلا بد من اندفاعه و خروجه من‌ [4] البدن، و إنما يمكن ذلك بعد تمييزه عن الطبيعى و النافع. و إنما يمكن ذلك بعد أن يفعل فيه عضو آخر فيحيله إلى حالة يتمكن الكبد من جذب النافع منه دون غيره، و ذلك العضو هو المعدة فإذا لا بد فى اغتذاء الإنسان و نحوه من أن يكون له معدة يهضم الأجسام التى تسمى أغذية فتحيلها إلى حالة يتمكن الكبد بسببها من تخليص موافقها من غيره فتجتذب ذلك الموافق و تخطى‌ [5] من غيره فيحتاج إلى دفعه، و هذه المعدة لا يمكن أن تكون موضوعة عند الفم حتى يمكن أن ترد اليها الأجسام الغذائية من الفم من غير توسط يقبلها من الفم و يؤديها إلى المعدة. و ذلك لأن المعدة لو كانت موضوعة هناك لكانت الكبد إذا أخذت النافع من تلك الاجسام احتاجت المعدة إلى دفع ما يبقى من الفضلات إلى أسفل لتخرج من مخارج الفضول التى بيّنا مرارا أنها لا بد من أن تكون فى جهة مقابلة لجهة مورد الغذاء فلذلك لا بد من أن يكون فى أسفل البدن فكانت تلك الفضول فى اندفاعها لا بد من أن تمر على القلب إذ قد بينا أنه لا بد من أن يكون موضوعا فى الصدر، و كان يلزم ذلك شدة تضرره و تضرر أرواحه بقذارات تلك الفضول، فلذلك ليس يمكن أن (تكون المعدة موضوعة فى موضع أعلى من القلب و لا يمكن) أن تكون معه فى الصدر و إلا كان القلب يتضرر بما يلزم من فعلها من الأبخرة و الأدخنة لأنها كالمطبخ للغذاء، فلذلك لا بد من أن تكون موضوعة تحت الصدر و ذلك فى الجوف الأسفل.

و إذا كانت المعدة موضوعة/ تحت الصدر/ هناك فوصول الأجسام الغذائية إليها من الفم لا بد من أن يكون فى وعاء يتصل بالحلق و بالمعدة حتى يمكن تأدية [6] الأجسام الغذائية إليها فى هناك إلى‌


[1] ب: للمعدة

[2] ن: يلزم‌

[3] ب: فى الغرض‌

[4] م ب: عن‌

[5] ب: و تحل ن: و تخلى‌

[6] ن: تغذية

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست