responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 237

فليبادر بالعلاج والإستفراغ إن أوجبه، فإنه لم يكن ليعرض فيه مرض، إلا والسبب عظيم خصوصاً إن كان حاراً لأن الحرارة الغريزية وهي المدبرة تقوى جداً في الشتاء بما يسلم من التحلّل، ويجتمع بالاحتقان، وجميع القوى الطبيعية تفعل فعلها بجودة. وأبقراط يستصلح فيه الإسعال دون الفصد ويكره فيه القي‌ء ويستصوبه في الصيف، لأن الأخلاط في الصيف طافئة، وفي الشتاء مائلة إلى الرسوب، فليقتد به. وأما الهواء إذا فسد ووبى‌ء، فيجب أن يتلقى بتجفيف البدن وتعديل المسكن بالأشياء التي تبرد وترطب بقوتها، وهو الأوجب في الوباء أو تسخن وتفعل ضد موجب فساد الهواء. والروائح الطيبة أنفع شي‌ء فيه وخصوصاً إذا روعي بها مضادة المزاج. وفي الوباء يجب أن تقلل الحاجة إلى استنشاق الهواء الكثير، وذلك بالتوزيع والترويح، وكثيراً ما يكون فساد الهواء عن الأرض فيجب حينئذ أن يجلس على الأسرة ويطلب المساكن العالية جداً ومخترقات الرياح وكثيراً ما يكون مبدأ الفساد من الهواء نفسه لما انتقل إليه من فساد الأهوية المجاورة أو لأمر سماوي خفي على الناس كيفيته، فيجب في مثله أن يلتجأ إلى الأسراب والبيوت المحفوفة من جهاتها بالجدران وإلى المخادع وأما البخورات المصلحة لعفونة الأهوية فالسعد والكندر والآس والورد والصندل واستعمال الخل في الوباء أمان من آفاته. وسنذكر في الكتب الجزئية تتمة ما يجب أن يقال في هذا الباب.

جملة فى تدبير المسافرين وهي ثماثية فصول‌

: الفصل الأول تدارك أعراض تنذر بأمراض‌

من حدث به خفقان دائم فليدبر أمره كيلا يموت فجأة، وإذا أكثر الكابوس والدوار، فليدبر أمره باستفراغ الخلط الغليظ كيلا يقع صاحبه في الصرع والسكتة، وإذا كثر الاختلاج في البدن فليدبر أمره باستفراغ البلغم، كيلا يقع صاحبه في التشنج والسكتة، وكذلك إن طالت كدورة الحواس وضعف الحركات مع امتلاء. وإذا خدرت الأعضاء كلها كثيراً، فليدبر أمره باستفراغ البلغم كيلا يقع صاحبه في الفالج. وإذا اختلج الوجه كثيراً فليدبر أمره بتنقية الدماغ كيلا يؤدي إلى اللقوة. وإذا احمر الوجه والعين كثيراً وأخذت الدموع تسيل ويفرعن الضوء وكان صداع، فليدبر أمره بالفصد والإسهال ونحوه كيلا يقع صاحبه في السرسام، وإذا كثر الغم بلا سبب وأكثر الخوف، فليدبر أمره بالاستفراغ للخلط المحترق كيلا يقع صاحبه في المالنخوليا. وأيضاً فإن الوجه إذا احمر وانتفخ وضرب إلى كمودة ودام ذلك أنذر بجذام، وإذا ثقل البدن وكل ودرت العروق، فليفصد كيلا يعرض انفراز عرق وسكتة وموت فجأة. وإذا فشا التهيج في الوجه والأجفان والأطراف فليتدارك حال الكبد لئلا يقع صاحبه في الاستسقاء. وإذا اشتد نتن البراز دُبر بإزاله العفونة عن العروق لئلا يقع صاحبه في الحميات، ودلالة البول أشد في ذلك. وإذا رأيت إعياء وتكسراً فاحدس حمّى تكون، وإذا سقطت شهوة الطعام أو زادت دل على مرض.

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست