نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 224
التململ والتقلب، وهو ضار وهو مع ضرره مؤذ لصاحبه، فلذلك يجب أن
يتمشى يسيراً إلى أبطأ الانحدار، ثم ينام.
والنوم على الخوى رديء مسقط للقوة وعلى الامتلاء قبل الانحدار من
البطن الأعلى رديء لأنه لا يكون غرقاً بل يكون مع تململ كما تشتغل فيه الطبيعة
بما تشتغل به في حال النوم من الهضم عارضها استيقاظ مزعج محيّر فتتبلد معه
الطبيعة، فيفسد الهضم.
ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث
الطحال ويرخي العصب، ويكسل ويضعف الشهوة ويورث الأورام والحميات كثيراً.
ومن أسباب آفاته سرعة انقطاعه وتبلد الطبيعة عما كانت فيه.
ومن فضائل نوم الليل أنه تام مستمر غرق على أن معتاد النوم بالنهار
لا يجب أن يهجره دفعة بغير تدريج.
وأما أفضل هيئات النوم فأن يبتدىء على اليمين، ثم ينقلب على اليسار
طباً وشرعاً، فإذا ابتدأ على البطن أعان على الهضم معونة جيدة لما يحقن به من
الحار الغريزي ويحصره فيكثر، وأما الاستلقاء فهو نوم رديء يهيىء للأمراض الرديئة
مثل السكتة والفالج والكابوس، وذلك لأنه يميل بالفضول إلى خلف فيحتبس عن مجاريها
التي هي إلى قدام مثل المنخرين والحنك والنوم على الإستلقاء من عادة الضعفى من
المرضى لما يعرض لعضلاتهم من الضعف، ولأعضائهم، فلا يحمل جنب جنباً بل يسرع إلى
الاستلقاء على الظهر إذ الظهر أقوى من الجنب، ومثل هذا ما ينامون فاغرين لضعف
العضل التي بها يجمعون الفكين. ولهذا بابان قد ذكرناهما في الكتب الجزئية، وقد
استوفينا الكلام في ذلك.
الفصل العاشر فيما يجب أن يؤخر عن هذا الموضع
مما يذكر في مثل هذا الموضع هو أمر الجماع وتعديله وتدارك ضرره، ونحن
نؤخر القول فيه إلى الكتب الجزئية. ومما يقال ههنا أيضاً أمر الأدوية المسهلة
وتدارك ضررها. ونحن أيضاً نؤخر الكلام في بعضه إلى مقالتنا في العلاج، وفي بعضه
إلى كلامنا في الأدوية المسهلة، إلا أنَّا نقول يجب على مستحفظ الصحة أن يتعاهد
الاستفراغ السهل والإدرار والتعريق والنفث، وتتعاهده النساء بالطمث مما نوضحه
ونعرفه في موضعه.
الفصل الحادي عشر فى تقوية الأعضاء الضعيفة وتسمينها وتعظيم حجمها
فنقول: الأعضاء الضعيفة والصغيرة تقوى وتعظم، أما فيمن هو بعد في سن
النمو والنشو فبالتغذية، وأما في المسنين فبالدلك المعتدل والرياضة الدائمة التي
تخصّها، ثم تطلى بالزفت، وحصر النفس داخله في هذا الباب خصوصاً إذا كان العضو مجاور
للصدر والرئة مثال ذلك من كان قصيف الساقين، فإنا نأمره بالإحصار اليسير والدلك
المعتدل ونطليه بالطلاء الزفتي، ثم في
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 224