responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 151

وأما مرض من أمراض التركيب والأخص منه بما يكون الإنسان معه غير ظاهر الأذى والمرض. والألم هو تهلهل تشنج ذلك العضو في عصبه إذا كانت الأفعال الطبيعية كلها والإرادية تتم بالليف وتأليفه. والهضم أيضاً مفتقر إلى الإمساك الجيد على هيئة جيّدة وذلك بالليف. والذي يكون السبب فيه خاصاً بالروح فهو، إما سوء مزاج، وإما تحلّل باستفراغ يخصه أو يكون على سبيل اتباع لاستفراغ غيره. والذي يختص بالقوة فكثرة الأفعال وتكرّرها فإنها توهن القوة وان كان قد يصحب ذلك تحلّل الروح على سبيل صحبة سبب لسبب فإذا أعددنا الأسباب على جهة أخرى وأوردنا فيها الأسباب البعيدة التي هي أسباب للأسباب الملاصقة فيحدث منها أسباب سوء المزاج، ومنها فساد الهواء والماء والمأكل، ومنها ما يفزع الروح أولًا مثل النتن وأسن الماء وانتشار القوى السمية في الهواء أو في البدن.

ومن جملة أسباب الضعف ما يتعلق بالإستفراغ، مثل نزف الدم والإسهال خصوصا" في رقيق الأخلاط، وبزل مائية الاستسقاء إذا أرسل منها شي‌ء كثير دفعه، وربط الدبيلة الكثيرة إذا سال منها مدَة كثيرة دفعة، وكذلك إذا انفجرت بنفسها والعرق الكثير، والرياضة المفرطة والأوجاع أيضاً فإنها تحلّل الروح وإن كان قد تغير المزاج، ومن جملة هذه الأوجاع ما هو أكثر تأثيراً مثل وجع فم المعدة كان ممدداً أو لاذعاً، أو جزء عضو وكل وجع يقرب من نواحي القلب والحميات مما يضعف بالتحليل والاستفراغ من البدن والروح، وتبديل المزاج وسعة المسام من المعاون على حدوث الضعف التحللي. والجوع الكثير من هذا القبيل.

وربما كان ضعف البدن كله تابعاً لضعف عضو آخر، مثل ضعف البدن بأذى يصيب فم المعدة حتى تنحل قوته، وحين يكون قلبه ودماغه شديد الإنفعال من المؤذيات اليسيرة فيكون هذا الإنسان سريع الانحلال والضجر من أدنى شي‌ء. وربما كان سبب الضعف كثرة مقاساة الأمراض وقد يكون بعض الأعضاء في الخلقة أضعف من بعض أو أضعف من غيره كالرئة والدماغ فيكون قبولًا لما يدفعه القويّ في الخلقة عن نفسه ولو لم يخص الدماغ بارتفاع موضعه، لكان يمنى من هذه الأسباب بما لا يطيق ولا يبقى معه قوة فاعلم جميع ذلك.

التعليم الثالث فى الأعراض والدلائل و هو أحد عشر فصلا" وجملتان‌

الفصل الأول كلام كلي في الأعراض والدلائل‌

الأعراض والعلامات‌ التي تدل على إحدى الحالات الثلاث المذكورة إحدى ثلاث دلالات: إما على أمر حاضر، قال" جالينوس": وينتفع به المريض وحده فيما ينبغي أن يفعل.

وإما على أمر ماض، قال" جالينوس":" وينتفع به الطبيب وحده إذ قد يستدلّ بذلك على تقدمه في صناعته فتزداد الثقة بمشورته".

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست