responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 100

وبالجملة لا حاجة بالدافعة إلى التسكين البتة بل إلى التحريك وإلى قليل تكثيف يعين العصر والدفع لا مقدار ما تبقى به الآلة حافظة لهيئة شكل العضو أو القبض، كما في الماسكة زماناً طويلًا وفي الجاذبة زمانا يسيراً ريث تلاحق جذب الأجزاء. فلهذا حاجتها إلى اليبس قليلة وأحوجها كلها إلى الحرارة هي الهاضمة، ولا حاجة بها إلى اليبوسة، بل إنما يحتاج إلى الرطوبة لتسهيل الغذاء وتهيئته للنفوذ في المجاري والقبول للأشكال. وليس لقائل أن يقول: إن الرطوبة لو كانت معينة للهضم لكان الصبيان لا يعجز قواهم عن هضم الأشياء الصلبة، فإن الصبيان ليسوا يعجزون عن هضم ذلك، والشبان يقدرن عليه لهذا السبب بل لسبب المجانسة. والبعد عن المجانسة فما كان من الأشياء صلباً لم يجانس مزاج الصبيان، فلم تقبل عليها قواهم الهاضمة ولم تقبلها قواهم الماسكة، ودفعها بسرعة قواهم الدافعة. وأما الشبّان، فذلك موافق لمزاجهم صالح لتغذيتهم، فيجتمع من هذه أن الماسكة تحتاج إلى قبض وإلى إثبات هيئة قبضٍ زمانا طويلًا وإلى معونة يسيرة في الحركة. والجاذبة إلى قبض وثبات قبض زماناً يسيرا جداً ومعونةً كثيرةً في الحركة. والدافعة إلى قبض فقط من غير ثبات يعتد به وإلى معونة على الحركة. والهاضمة إلى إذابة وتمزيج فلذلك تتفاوت هذه القوى في استعمالها للكيفيات الأربع واحتياجها إليها ..

الفصل الرابع القوى الحيوانية

وأما القوة الحيوانية، فيعنون بها، القوة التي إذا حصلت في الأعضاء، هيأتها لقبول قوة الحس والحركة وأفعال الحياة. ويضيفون إليها حركات الخوف والغضب لما يجدون في ذلك من الإنبساط والإنقباض العارض للروح المنسوب إلى هذه القوة. ولنفضل هذه الجملة فنقول:

إنه كما قد يتولد عن كثافة الأخلط بحسب مزاج ما جوهر كثيف، هو العضو، أو جزء من العضو فقد يتولّد من بخارية الأخلاط. ولطافتها بحسب مزاج ما هو جوهر لطيف هو الروح، وكما أن الكبد عند الأطباء معدن التولد الأول، كذلك القلب معدن التولد الثاني. وهذا الروح إذا حدث على مزاجه الذي ينبغي أن يكون له إستعد لقوة تلك القوة بعد الأعضاء كلها لقبول القوى الأخرى النفسانية وغيرها.

والقوى النفسانية لا تحدث في الروح والأعضاء إلا بعد حدوث هذه القوة، وإن تعطّل عضو من القوى النفسانية ولم يتعطل بعد من هذه القوة، فهو حي، ألا ترى أن العضو الخدر، والعضو المفلوج، فاقد في الحال لقوة الحسّ والحركة لمزاج يمنعه عن قبوله أو سدة عارضة بين الدماغ وبينه وفي الأعصاب المنبثة إليه، وهو مع ذلك حي والعضو الذي يعرض له الموت، فاقد الحسّ والحركة ويعرض له أن يعفن ويفسد. فإذن في العضو المفلوج قوة تحفظ حياته حتى إذا زال العائق فاض إليه قوة الحس والحركة، وكان مستعدًّا لقبولها بسبب صحة القوة الحيوانية فيه، وإنما المانع هو الذي يمنع عن قبوله بالفعل. ولا كذلك العضو الميت وليس هذا المعد هو قوة التغذية وغيره، حتى إذا كانت قوة التغذية باقية كان حياً، وإذا بطلت كان ميتاً. فإن هذا الكلام‌

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست