الجليدية هي الرطوبة التي في العين التي شبهت [5] بالجليد، و هو الثلج، و بها تكون
الرؤية عند جالينوس، و البيضية [6] هي الرطوبة التي أمام الجليدية، فإن العين مركبة من ثلاث رطوبات، و
أربع طبقات [7]، فيقول
[8]: إنه [9]
متى كانت الرطوبة الجليدية، و الرطوبة البيضية أجسامها صغيرة، و كانت شديدة
الإضاءة، و كان مكانها بارزا إلى خارج، فإن هذه العين هي الزرقاء [10] و أن ضد هذه هي [11] الكحلاء، أعني أنه إذا كانت الرطوبة
البيضية كثيرة، و كانت الجليدية غائرة، و لم تكن شديدة الإضاءة.
و هذا الذي وقع هاهنا من أن
[12] أحد أسباب الزرقة هو [13] صغر الجليدية، هو [14] معروف من قول الأطباء، و تحصيل قول الأطباء
[15] في ذلك أن الزرقة إما أن تأتي من قبل الرطوبة البيضّية أو الجليدية
أو كليهما، و هي تأتي من قبل الرطوبة البيضية من سببين:
إما [16]
من قبل قلتها أو من [17]
صفائها أو من كليهما، و هي تأتي من قبل الرطوبة الجليدية من أحد ثلاثة [18] أسباب أو من مجموعها، إما من كثرتها
أو من صفائها أو من نتوها إلى خارج، و إذا
[19] اجتمعت هذه الأسباب الخمسة كانت الزرقة في الغاية، و إذا اجتمعت
أضداها كان الكحل في الغاية.