إنما [5]
كان طول النوم يؤذي النفس [6]، لأن [7]
النوم إنما هو [8] لمكان
[9] استجمام النفس، و وجود [10] النفس بالفعل [11] إنما هو بالسهر، فإذا طول النوم عليها انغمرت حياتها و إنطفأت
حرارتها، كما تنطفئ النار المغطاة بالرماد، كما أنه إذا أفرط المرء في السهر ضعفت
الحواس، و تبددت حرارتها كما تتبدد حرارة النار بكثرة الحركة.
838- و طول النوم لغير المنهضم
من الطعام أو على إثر التخم
هذا لأن النوم يجيد الهضم، فإذا كان الطعام غير قابل للهضم كان
النوم معينا على هضمه، و كذلك يفعل في التخم، أعني
[12] يصلح ما فسد فيها من الطعام بالإنضاج.
إنما كان النوم على الجوع يبخر الرأس من الرجيع و سائر الأخلاط التي
في البدن لأن النوم كما تقدم هو انصراف الحسية إلى معونة الحرارة (101/ أ)
الطبيعية في الهضم، فإذا لم يكن هناك [14] غذاء فعلت في الأخلاط فتولد عنها بخار فاسد يصعد [15] إلى الدماغ.
840- نم باستناد اثر الطعام
حتى يحل موضع انهضام
يقول [16]:
إنه [17] يجب إذا نام الإنسان [18] إثر الطعام أن ينام مستندا، أعن ي [19] مرتفع