نام کتاب : القصيدة المزدوجة نویسنده : ابن سينا جلد : 0 صفحه : 8
الأول من (القانون). و كان يجتمع كل ليلة في داره طلبة العلم، و كنت
أقرأ من الشفاء، و كان يقرئ غيري من القانون نوبة، فاذا فرغنا حضر المغنون على
اختلاف طبقاتهم، و هيئ مجلس الشراب بآلاته، و كنا نشتغل به.
و كان التدريس بالليل لعدم الفراغ بالنهار، خدمة للامير، فقضينا على
ذلك زمنا.
ثم توجه (شمس الدولة) الى (طارم) لحرب الامير بها، و عاوده القولنج
قرب ذلك الموضع و اشتد عليه، و انضاف الى ذلك أمراض أخر جلبها سوء تدبيره و قلة
القبول من الشيخ، فخاف العسكر وفاته، فرجعوا به طالبين (همدان) في المهد، فتوفى في
الطريق في المهد.
ثم بويع بن شمس الدولة، و طلبوا استيزار الشيخ، فأبى عليهم، و كاتب
(علاء الدولة) سرا يطلب خدمته و المصير اليه و الانضمام الى جوانبه.
و أقام في دار (أبي غالب العطار) متواريا. و طلبت منه اتمام كتاب
(الشفاء)، فاستحضر أبا غالب، و طلب الكاغد و المحبرة فأحضرهما، و كتب الشيخ في
قريب من عشرين جزءا على الثمن بخطه رءوس المسائل، و بقي فيه يومين. حتى كتب رءوس
المسائل كلها بلا كتاب يحضره و لا أصل يرجع اليه، بل من حفظه و عن ظهر قلبه، ثم
ترك الشيخ تلك الاجزاء بين يديه، و أخذ الكاغد، فكان ينظر في كل مسئلة و يكتب
شرحها، فكان يكتب كل يوم خمسين ورقة- حتى أنى على جميع الطبيعيات و الالهيات، ما
خلا كتابي (الحيوان) و (النبات).
و ابتدأ بالمنطق، و كتب منه جزءا، ثم أتهمه (تاج الملك) بمكاتبته
(علاء الدولة) فأنكر عليه ذلك، و حث في طلبه، فدل عليه بعض أعدائه، فأخذوه و أدوه
الى قلعة يقال لها (فردجان)، و أنشأ هناك قصيدة منها:
دخولي باليقين كما تراه،
و كل الشك في أمر الخروج.
و بقي فيها أربعة أشهر.
ثم قصد (علاء الدولة) همدان و أخذها، و انهزم (تاج الملك) و مر الى
تلك
نام کتاب : القصيدة المزدوجة نویسنده : ابن سينا جلد : 0 صفحه : 8