responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصيدة المزدوجة نویسنده : ابن سينا    جلد : 0  صفحه : 39

اللاهوت. فألف الأنس الأعلى، و ذاق اللذة القصوى، و أخذ عن نفسه من هو بها أولى، و فاضت عليه السكينة، و حقت له الطمأنينة. و تطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله، مستوهن لحيله، مستخف لثقله، مستحسن به لعقله، مستضل لطرقه.

و تذكر نفسه و هي بها لهجة، و ببهجتها بهجة. فتعجب منها و منهم تعجبهم منه و قد و دعها، و كان معها، كأنه ليس معها.

و ليعلم أن أفضل الحركات الصلاة، و أمثل السكنات الصيام، و أنفع البر الصدقة و أزكى السر الاحتمال، و أبطل السعي المرآة.

و لن تخلص النفس عن الدرن ما التفتت الى قيل و قال، و مناقشة و جدال، و انفعلت بحال من الأحوال.

و خير العمل ما صدر عن خالص نية، و خير النية ما ينفرج عن جناب علم.

و الحكمة أم الفضائل، و معرفة اللّه أول الأوائل، اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه.

ثم يقبل على هذه النفس المزينة بكمالها الذاتي، فيحرسها عن التلطخ بما يشينها من الهيئات الانقيادية، للنفوس المادية، التي اذا بقيت في النفس المزينة- كان حالها عند الانفصال، كحالها عند الاتصال، اذ جوهرها غير مشاوب و لا مخالط، و انما يدنسها هيئة الانقياد لتلك الصواحب، بل تفيدها هيئات الاستيلاء و السياسة و الاستعلاء و الرئاسة. و كذلك يهجر الكذب قولا و تخيلا، حتى تحدث للنفس هيئة صدوقة، فتصدق الأحلام و الرؤيا.

و أما اللذات فيستعملها على اصلاح الطبيعة، و ابقاء الشخص أو النوع أو السياسة.

أما المشروب فأن يهجر شربه تلهيا، بل تشفيا و تداويا. و يعاشر كل فريق بعادته و رسمه، و يسمح بالمقدور و التقدير من المال، و يركب لمساعدة الناس كثيرا مما هو خلاف طبعه.

ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، و يعظم السنن الالهية، و المواظبة على التعبدات البدنية، و يكون دوام عمره- اذا خلا و خلص من المعاشرين- تطربه الزينة في‌

نام کتاب : القصيدة المزدوجة نویسنده : ابن سينا    جلد : 0  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست