نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 66
فالقوة النظرية إذن تارة تكون نسبتها إلى الصورة المجردة التى
ذكرناها [1] نسبة ما بالقوة المطلقة، حتى تكون هذه
القوة للنفس لم تقبل بعد شيئا من الكمال الّذي بحسبها، و حينئذ تسمى عقلا
هيولانيا. و هذه القوة التى تسمى عقلا هيولانيا
[2] موجودة لكل شخص من النوع. و إنما سميت هيولانية [3] تشبيها بالهيولى الأولى، التى ليست [4] هى بذاتها ذات صورة من الصور، و هى
موضوعة لكل صورة.
و تارة نسبة ما بالقوة الممكنة، و هى أن تكون القوة [5] الهيولانية قد
[6] حصل فيها من الكمالات [7] المعقولات الأولى التى يتوصل منها و بها إلى المعقولات الثانية-
أعنى بالمعقولات الأولى المقدمات التى يقع بها التصديق لا بالاكتساب، و لا بأن
يشعر المصدّق بها أنه كان يجوز له أن يخلو عن التصديق بها وقتا البتة، مثل
اعتقادنا بأن الكلّ أعظم من الجزء، و أنّ الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية-
فما دام إنما حصل [8][9] فيه من العقل هذا القدر بعد، فإنه
يسمى عقلا بالملكة. و يجوز أن يسمى [10] هذا عقلا بالفعل بالقياس إلى الأولى
[11]، لأن تلك [12]
بعد ليس لها أن تعقل شيئا بالفعل، و أما هذه فإنها تعقل إذا أخذت تقيس بالفعل.
و تارة [13]
نسبة ما بالقوة الكمالية، و هو أن يكون قد حصل فيها أيضا الصورة [14] المعقولة المكتسبة بعد المعقولة
الأولية؛ إلا أنه ليس يطالعها و يرجع إليها بالفعل، بل كأنها عنده