نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 64
و هى التى تسمى أخلاقا رذيلة [1]. بل يجب أن تكون غير منفعلة البتة، و غير منقادة، بل متسلطة، فيكون
لها أخلاق فضيلة [2]. و قد يجوز أن تنسب الأخلاق إلى القوى
البدنية أيضا، و لكن إن [3]
كانت هى الغالبة تكون لها هيئة فعلية، و لهذه
[4] هيئة انفعالية، فيكون شيء واحد يحدث منه خلق فى هذا، و خلق فى ذاك [5]. و إن كانت هى المغلوبة تكون لها هيئة
انفعالية، و لهذه [6] هيئة فعلية غير غريبة. أو يكون الخلق
واحدا، و له نسبتان.
و إنما كانت الأخلاق عند التحقيق لهذه القوة، لأنّ النفس الإنسانية-
كما يظهر من بعد- جوهر واحد، و له نسبة و قياس إلى جنبتين: جنبة هى تحته [7]، و جنبة هى فوقه [8]؛ و له بحسب كلّ جنبة قوة بها تنتظم
العلاقة بينها و بين تلك القوة. فهذه القوة العملية هى القوة التى لها بالقياس إلى
الجنبة التى دونها، و هى [9] البدن و سياسته.
و أما القوة النظرية فهى القوة التى
[10] لها بالقياس إلى الجنبة التى فوقها لتنفعل، و تستفيد منها [11]، و تقبل عنها
[12]. فكأنّ [13]
للنفس [14] وجهين: وجه إلى البدن، و يجب أن يكون
هذا الوجه غير قابل البتة أثرا من جنس مقتضى طبيعة البدن؛ و وجه إلى المبادئ
العالية، و يجب أن يكون هذا الوجه دائم القبول عما هناك، و التأثر [15] منه
[16] هذا.