نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 3 صفحه : 30
و لقائل أن يقول: مسلم أنه لم يوجد قبل حدوث صورة الجسمية وضع و موضع
يقتضى تعين الوضع و الموضع بعد حدوثها، لكن لا يلزم من عدم نوع واحد من الأسباب
عدم المسبب. فلم لا يجوز أن يقال:
كانت المادة موصوفة بأعراض مخصوصة سوى الوضع و الموضع، و كانت تلك
الأعراض توجب الحصول فى الحيز المعين، بشرط حدوث الجسمية؟
و ما لم تبطلوا هذا الاحتمال لم يتم دليلكم.
***
قال الشيخ: «و لو كان الهيولى
يقتضى وجودا عاريا عن الوضع على نحو المعقولات، و الصورة أيضا غير ذات وضع لنفسها،
لأنها معقولة من حيث هى صورة، لكان المؤلف من معينين معقولين و كل جملة، معقولين
فهو معقول غير ذى وضع. فاذا المادة الجسمانية يتعلق وجودها بسبب يجعلها ذا وضع
دائما، فلا تتعرى عن الصور الجسمانية»
التفسير: هذه هى الحجة الثانية على أن الهيولى لا تعرى عن الصورة
الجسمية. و اعلم: أن هذا الكلام فى غاية الخبط و الاضطراب. و بيانه من وجوه:
الأول: انه قال: و لو كان الهيولى يقتضى وجودا عاريا عن الوضع، لكان
كذا و كذا. فيكون هذا الكلام ابطالا لقول من يقول: ان الهيولى تقتضى العراء عن
الجسمية. و هذا لا يقوله عاقل، بل الذي يقوله الخصم:
هو أن الهيولى لا تقتضى حصول الجسمية. ففرق بين أن يقال: الهيولى
تقتضى اللاجسمية، و بين أن يقال: الهيولى لا تقتضى الجسمية كما أنه فرق بين أن
يقال: هذه الماهية تقتضى اللاوجود، و بين أن يقال:
انها لا تقتضى الوجود. فان الأول ممتنع، و الثاني ممكن. فكذا هنا ان
أحدا لا يقول: أن الهيولى تقتضى كونها عارية عن الصورة، بل يقولون:
انها لا تقتضى حصول الصورة.
الثاني: و هو أنه جعل الصورة الجسمية الحادثة فى المادة غير ذات وضع.
و هذا أيضا فاسد. لأن الجسمية عبارة عن الحجمية و الامتداد فى الجهات. فاى عاقل
يقول: ان هذا المعنى شىء مجرد عن الوضع؟
نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 3 صفحه : 30