نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 3 صفحه : 131
احياء الموات. و بهذا التقدير ترجع الحياة الى عدم الفساد. و هو
سبحانه أحق الأشياء بهذا المعنى. فكان الحى فى الحقيقة ليس الا هو. فلهذا قال
سبحانه: «الحى لا إله الا هو» [17]
***
قال الشيخ: «اذا قيل خير محض.
فتعنى به: أنه كامل الوجود بريء عن النقص. فان شر كل شىء نقصه الخاص به. و يقال
له:
خير، لأنه يؤتى كل خير و رتبة، و انه ينفع بالذات و الوصال، و يضر
بالعرض و الانفصال. و أعنى [18] بالوصال: وصول تأثيره، و أعنى بالانفصال: احتباس تأثيره»
التفسير: اعلم: أن كون الشىء خيرا. اما أن يكون راجعا الى ذات
الشىء، أو الى أفعاله. و كذلك كونه شرا. اما أن يكون راجعا الى ذاته أو الى
أفعاله. أما الخيرية العائدة الى ذات الشىء، فلا معنى لها الا أن كل كمال و جلال
يمكن حصوله له، فهو حاصل بالفعل. و الشر ما يقابله. و لا شك أنه واجب الوجود فى
ذاته. و جميع صفاته و جميع أفعاله، فلا يمكن حصوله بالامكان العام، الا و هو حصول
له حصولا يمتنع زواله أزلا و أبدا، اذ كان خيرا محضا بهذا الاعتبار. و أما الخيرية
العائدة الى الأفعال و الآثار. فمعناها: اللذة و السرور و ما يكون وسيلة اليهما أو
الى أحدهما.
و عند هذا اضطربت العقول و الألباب بسبب ما يشاهدون فى هذا العالم من
كثرة الألم.
و جواب الحكماء عنه: أن اللذة و المنفعة أكثر من الألم و المضرة، و
انما حصل هذا القدر و المرجوح من الألم لانه لا يمكن تحصيل تلك المنافع الراجحة،
الا مع هذه المضار المرجوحة. قالوا: و ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل