responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 252

و أما المشاجرية. فغايتها شكاية أو اعتذار عن ظلم أو عذر، و يكون زمانها الماضى. و اليه الاشارة بقوله: «و الشكاية و الاعتذار» و أما المنافرية. فغايتها مدح أو ذم و تكون تفصيلية أو تقليصية، و يكون زمانها الحال الحاضر، و عساه لا يختص بزمان دون زمان. و اليه الاشارة بقول «الشيخ»: «و المدح و الذم و تكبير الأمور و تصغيرها»

***

و لنختم هذا الفصل بمسألة. و هى أن الناس اختلفوا فى أن الخطابة أشرف أم الجدل؟ و المختار: أن الخطابة أشرف. و الدليل عليه:

أن الجدل، لا يفيد الاقناع لا للخواص و لا للعوام. و الخطابة تفيد الاقناع للعوام، فيجب أن تكون الخطابة أشرف من الجدل.

أما أن الجدل لا يفيد الاقناع للخواص، فظاهر. و أما أنه لا يفيد الاقناع للعوام. فيدل عليه أمور:

أحدها: أن الأقيسة الجدلية دقيقة لا تصل اليها أفهام العوام.

و ثانيها: أن العامى اذا صار ملوما بقياس جدلى، و عجز عن الجواب حمل ذلك على جهله بالجواب، لا على قوة ذلك الكلام. و مع ذلك الاعتقاد لا يفيد القياس الجدلى اقناعا.

و ثالثها: أن الجدلى جار مجرى الخصومة و القهر. و اذا اعتقد الانسان فى غيره أنه يحاول قهره و اظهاره عجزه، فذلك مما يحمله على نقصه و عدم الانقياد اليه. و ذلك يدل على أن القياس الجدلى لا يحمل السامع الا على المنازعة و المعاندة. فثبت: أن القياس الجدلى لا يفيد اليقين للخواص و لا الاقناع للعوام، و انما الصناعة المفيدة للاقرار هى البرهان، و الخطابة.

أما البرهان. فيفيد اليقين للخواص.

و أما الخطابة. فتفيد الاقناع للعوام.

و لهذا قال تعالى: «أدع الى سبيل ربك بالحكمة» أى البرهان‌

نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست