نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 64
فى جسميتها. و إن كان يصدر عنها دائما بسبب من خارج يستعمل بعض
الأجسام فى شىء و بعضها فى شىء، أو لأسباب يختص بعضها ببعض تلك الأجسام- فلا
يخلو: إما أن يكون وقع ذلك اتفاقا، أو لأن لتلك الأجسام خواصّ فى أنفسها بها تستحق
أن تتوسط عن الواحد فى آثار مختلفة أو يختص بعضها ببعض الأسباب إن كانت كثيرة. و
الذي بالاتفاق ليس مما يستمرّ على الدّوام و الأكثر. و كلامنا فيما يستمرّ على
الدّوام و الأكثر. و إذن إنما يختص بعضها بتوسّط بعض الأمور بخاصيّة لها تصلح لتلك
الأمور. و الخاصيّة معنى فيها غير الجسميّة. و تلك الخاصيّة هى المبدأ القريب من
ذلك الأثر. فقد تأدّت إلى القسم الثالث و هو أنّها إنما تصدر عنها تلك الأفعال
لمبادئ فيها غير الجسمية، و هى القوى: فإنّ هذا معنى اسم القوى. و لأنّ كل جسم
يختص كما قلنا بأين و كيف و سائر ذلك، و بالجملة:
بحركة و سكون- فذلك إذن له لأجل قوّة هى مبدأ التحريك إلى تلك الحال،
و هذا اسم الطبيعة.
و لأن كل مبدأ حركة لا يخلو إما أن يتوجّه بها نحو شىء محدود، أو
يتوجّه نحو دور يحفظه، أو يتوجّه لا إلى غاية على الاستقامة. و المتوجّه نحو شىء
محدود إما بالطبع، و إما بالإرادة، و إمّا بالقسر. و القسر ينتهى إلى إرادة أو
طبع.
طبع المتحرك أو إرادته، أو طبع القاسر أو إرادته، و كل ذلك لشىء هو
كمال لذلك المريد أو المطبوع و خروج إلى الفعل فى مقولة تصير عند حصولها واجد
المعدوم: أما الطبيعى فكمال طبيعى، و أما الإرادى فكمال إرادى مظنون أو بالحقيقة.
و كل حركة محدودة فإنها إذا نسبت إلى مبدئها الأوّل كانت لكمال