نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 492
من الحور بعد الكور و اعود الى المسائل فاقول:
امّا اعتراضك فى المسألة الاولى
و استدعاؤك زيادة الشرح فى عدم خفّة الفلك و ثقله، ففى جواب الحكيم
كفاية بيان. ثمّ انّى شرحت هذه المسألة و ما يتبعها من المسائل شرحا مستقصى على
يدى ابى القسم. [1] فلذلك ما طاوعتنى اليد للبسط فيها
الان. لكنّى اشير الى المقاصد منها فاقول.
امّا جواز توهّم الحركتين على الفلك فليس كلّ توهّم يوجب حكما او
تغيّر طبيعة، لانّ كلّ محال يمكن ان يتوهّم كاجتماع الجرمين فى مكان او جرم فى
مكانين. و يمكن ان يتوهّم النار من ابرد الأشياء و لا يغيّر ذلك حرارتها
الطبيعيّة. و كذلك الماء من احرّ الأشياء و كذلك حركة الفلك لمّا كانت مستحيلة
للاقيسة و البراهين الّتي ذكرها الحكيم فى الاجوبة و ممتنعا فى كلّه و اجزائه لم
يثبت له حركة طبيعيّة الى فوق او الى تحت، اذ لو كان له ذلك النزاع الطبيعى و لم
يخرج الى الفعل ابدا، لكانت قوّة و نزاع معطلان لا فائدة فيهما. و ليس فى
الطبيعيات [2] شىء معطّل على ما يوجبه المعالم
الالهية، و ليس هذا موضعها. و على هذا