نام کتاب : النجاة نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 356
خيالى واحد معا، و يمكننا ذلك فى جزءين منه. و لو كان الجزءان لا
يتميزان فى الوضع، بل كان كلا الخيالين يرتسمان فى شىء غير منقسم؛ لكان لا يفترق
الامر بين المتعذر منهما و الممكن [1]، فاذا الجزءان متميزان فى الوضع.
و لما [2]
علمت هذا فى الخيال، فقد علمت فى الوهم الذي ما يدركه انما يدركه متعلقا بصور
جزئية خيالية، على ما أوضحنا قبل.
فصل فى تفصيل الكلام على تجرد الجوهر الذي هو محل المعقولات
[3] ثم نقول: ان الجوهر الذي هو محل
المعقولات، ليس بجسم و لا قائم بجسم، على انه قوة فيه أو صورة له بوجه. فانه ان
كان محل المعقولات جسما أو مقدارا من المقادير؛ فاما أن يكون محل الصور فيه طرفا
منه لا ينقسم، أو يكون انما يحل منه شيئا منقسما.
و لنمتحن أولا انه هل يمكن أن يكون طرفا غير منقسم، فأقول: ان هذا
محال. و ذلك ان النقطة هى نهاية ما لا تميز لها فى الوضع عن الخط و [4] المقدار الذي هو منته اليها [5]؛ حتى يستقر
[6] فيها شىء، من غير أن يكون فى شىء من ذلك الخط. بل كما ان النقطة
لا تنفرد بذاتها، و انما هى طرف ذاتى لما هو بالذات مقدار؛