و اعلم أن التعلم سواء حصل من غير المتعلم، أو حصل من نفس المتعلم
فانه متفاوت فيه. فان [2]
من المتعلمين من يكون أقرب الى التصور، لان استعداده الذي قبل الاستعداد الذي
ذكرناه أقوى. فان كان ذلك الانسان مستعدا للاستكمال فيما بينه [3] و بين نفسه، سمى هذا الاستعداد القوى
حدسا.
و هذا الاستعداد قد يشتد فى بعض الناس، حتى لا يحتاج فى أن يتصل
بالعقل الفعال الى كثير شىء [4]، و الى تخريج و تعليم [5]، بل يكون شديد الاستعداد لذلك، كأن الاستعداد الثاني حاصل [6] له، بل كأنه يعرف كل شىء من نفسه.
و هذه الدرجة أعلى درجات هذا الاستعداد. و يجب أن تسمى هذه الحال من
العقل الهيولانى عقلا قدسيا، و هو من جنس العقل بل ملكة، الا أنه رفيع جدا، ليس
مما يشترك فيه الناس كلهم.
و لا يبعد أن تفيض هذه الافعال المنسوبة الى الروح القدسى لقوتها و
اعتلائها، فيضانا على المتخيلة أيضا، فتحاكيها المتخيلة أيضا بأمثلة محسوسة و
مسموعة من الكلام، على النحو
[1] - عنوان از چ است و بس، در د بسمله و حمدله و صلاة است