و القضية العدمية، هى التي محمولها أخس المتقابلين. هذا، بحسب
المشهور؛ كقولك زيد جائر، أو [3] الهواء مظلم؛ و أما فى التحقيق؛ فهى التي محمولها، دال على عدم
شيء، من شانه، أن يكون للشيء، أو لنوعه أو لجنسه.
الجهات ثلاثة: واجب، و يدل على دوام الوجود، و ممتنع، و يدل على دوام
العدم، و ممكن، و يدل على الدوام وجود [5] و لا عدم. و [6] الفرق بين الجهة و المادة: أن الجهة، لفظة مصرح [7] بها، تدل على أحد هذه المعانى؛ و
المادة؛ حالة للقضية، فى ذاتها، غير مصرح بها و ربما تخالفا، كقولك: زيد يمكن أن
يكون حيوانا؛ فالمادة واجبة و الجهة ممكنة. و بينهما فروق أخرى، لا نطول بها.