نام کتاب : النجاة نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 244
المكان، شىء غير ذلك؛ و هو شىء فيه الجسم، فاما أن يكون على سبيل
التداخل، و اما أن يكون على سبيل الاحاطة؛ و قد اتضح فيما تقدم [1] امتناع التداخل. فاذن قول [2] من قال: ان المكان هو الابعاد التي
بين غايات الجسم المحيط، قول كاذب جدا. و أنه ليس بين الغايات شىء غير أبعاد
المتمكن؛ فاذن ذلك، على سبيل الاحاطة؛ و قد قيل: ان المكان مساو؛ فاما أن يكون
مساويا لجسم المتمكن، و قد قيل: انه محال؛ و اما أن يكون مساويا لسطحه؛ فهو [3] الصواب؛ و مساوى السطح سطح؛ فالمكان
هو السطح المساوى لسطح المتمكن؛ و هو نهاية الحاوى، المماسة لنهاية المحوى. و هذا،
هو المكان الحقيقى. فأما المكان الغير الحقيقى؛ فهو الجسم المحيط. و ليكن هذا،
غاية كلامنا فى المكان.
أقول: انه لا يتأتى أن يكون كل متصل موجود الذات ذو وضع، غير متناه [5]. و لا أيضا عدد مرتب [6] الذات موجود معا، غير متناه. و أعنى
بمرتب [7] الذات: أن يكون بعضه أقدم بالطبع من
بعض [8] فى ذاته و لنبرهن أنه لا يتأتى أن
يوجد مقدار ذو وضع غير متناه لانه اما أن يكون غير متناه من الاطراف كلها، او غير
متناه من طرف. فان كان غير متناه من طرف؛ أمكن أن يفصل منه من الطرف المتناهى، جزء