فنقول؛ أولا ان الضدين، هما اللذان موضوعهما واحد، و هما ذاتان
يستحيل أن يجتمعا فيه، و لا يستحيل [2] أن يتعاقبا [3] عليه، و بينهما غاية الخلاف و بعد ذلك، فنقول: أن تضاد المتحركين [4]، لا يوجب بين الحركات تضادا [5]؛ و ليس تضاد الحركات هو أن المتحركين
متضادان [6]؛ فانه قد تتحرك أشياء متضادة، حركة
واحدة بالنوع، كما قد يتحرك حار و بارد، حركة واحدة بالنوع.
و لو كان تضاد الحركات، لانها عن متحركات متضادة؛ لما كان و لا شيء [7] من الاضداد، يتحرك حركة واحدة فاذا
تضاد المتحركين، ليس هو الموجب تضاد [8] الحركتين.
و أيضا لو كان تضاد الحركتين، لاجل تضاد المتحركين، بأن يكون حقيقة
تضادهما، هو تضاد المتحركين؛ لكان كل حركتين متضادتين، عن ضدين؛ و ذلك كذب؛ لان بعض
الأشياء يوجد هو هو [9]
بعينه، متحركا حركتين متضادتين لوجود حد التضاد لهما. و ذلك كشىء واحد يبيضّ مرة،
و يسودّ أخرى، و يعلو تارة و يسفل أخرى.
فليس [10]
اذن، تعلق حقيقة التضاد فى الحركات المتضادة بتضاد