نام کتاب : النجاة نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 119
لا يخالف فيه الجمهور.
و ليست [1]
الذائعات، من جهة ما هى هى، مما يقع التصديق بها
[2]، فى الفطرة؛ فان ما كان من الذائعات، ليس بأولى عقلى، و لا وهمى،
فانها غير فطرية، و لكنها متقررة عند الانفس؛ لان العادة يستمر عليها منذ الصبى [3]، و فى المواضعات [4] الاتفاقية. و ربما دعا اليها محبة
التسليم، [5] و الاصطلاح
[6] المضطر اليها [7] الانسان، أو شيء من الاخلاق الانسانية، مثل الحياء و الاستيناس، أو
سنن قديمة بقيت و لم تنسخ، او الاستقراء الكثير، أو كون القول فى نفسه، ذا شرط
دقيق [8]، بين أن يكون حقا صرفا، او باطلا
صرفا، فلا يفطن لذلك الشرط، و يؤخذ [9] على الاطلاق.
و اذا اردت ان تعرف الفرق، بين الذائع و الفطرى؛ فاعرض قولك: العدل
جميل، و الكذب قبيح، على الفطرة التي عرفنا حالها، قبل هذا الفصل؛ و تكلف للشك،
فيهما [10]؛ تجد الشك متأتيا فيهما، و غير متأت
فى أن الكل اعظم من الجزء، و هو حق أولى، و فى أن الكل ينتهى عند شيء خارج خلا أو
ملا، و هو باطل [11] وهمى.