و لنترك الجزئى، و لنشتغل بالكلى و كل كلى، فاما ذاتى، و اما عرضى.
و الذاتى [3]، هو الذي يقوم ماهية ما يقال عليه. و لا يكفى فى تعريف الذاتى أن
يقال: ان معناه [4]
ما لا يفارق؛ فكثير مما ليس بذاتى، لا يفارق. و لا يكفى أن يقال: ان معناه، ما لا
يفارق فى الوجود، و لا يصح مفارقته فى التوهم، حتى اذا رفع فى التوهم، يبطل [5] به الموصوف فى الوجود؛ و كثير مما ليس
بذاتى، هو بهذه الصفة. ككون [6] الزوايا من المثلث، مساوية لقائمتين، فانه صفة لكل مثلث، و لا يفارق
فى الوجود، و لا يرتفع فى الوهم، حتى يقال: «لو
[7] رفعناه و هما [8]؛ لم يجب أن نحكم أن المثلث غير موجود
[9]» و ليس بذاتى؛ و لا أيضا أن يكون وجوده، للموصوف به [10]، مع ملازمته، بينا؛ فان كثيرا من
لوازم الشيء، التي تلزمه بعد تقرر ماهيته
[11]، تكون بينة اللزوم له. بل الذاتى ما اذا فهم معناه و أخطر بالبال و
فهم معنى ما هو ذاتى له، و أخطر بالبال معه معا؛ لم يمكن أن يفهم ذات الموصوف الا
أن يكون قد فهم له، ذلك المعنى أولا، كالانسان و الحيوان. فانك اذا فهمت ما
الحيوان، و فهمت ما الانسان؛ فلا تفهم الانسان، الا و قد فهمت أولا أنه حيوان. و
أما ما ليس