responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 116

النبويّة. و القوّة النبويّة لها خواصّ ثلاثة، قد تجتمع فى انسان واحد، و قد لا تجتمع، بل تتفرّق.

فالخاصّة الواحدة تابعة للقوّة العقليّة، و ذلك أن يكون هذا الانسان، بحدسه القوىّ جدّا. من غير تعليم مخاطب من الناس له، يتوصل من المعقولات الاولى إلى الثانية فى أقصر الأزمنة، لشدّة اتصاله بالعقل الفعّال. أمّا أنّ هذا و إن كان أقليّا نادرا فهو ممكن غير ممتنع، فبيانه بما أقول:

إنّ الحدس ليس ممّا يدفعه العقلاء. و الحدس هو التفطّن للحدّ الاوسط من القياس بلا تعليم. و اذا تأمّل الانسان فانّ جميع العلوم جاءت بالحدس، فهذا حدس شيئا، و ذلك الآخر تعلّم ما حدس هذا، و حدس شيئا آخر. كذلك، حتّى بلغ العلم مبلغه؛ فكلّ مسألة فالحدس فيها جائز، و النفس القويّة فحدس كلّ مسألة عليها جائز، ليس بعض المسائل أولى من بعض. ثمّ من الأنفس ما هو كثير الحدس، و منه ما هو قليل الحدس.

و كما أنّ النقصان فى الحدس ينتهي الى عدم الحدس، فيكون واحد من الناس لا سبيل له إلى حدس شى‌ء او تعلم، بل و يكون ممّن لا يمكنه أن يعلم شيئا، لضعف قوة ذهنه؛ كذلك يمكن أن يكون فى طرف الزّيادة من يحدس اكثر الأشياء او كلّها، حدسا لقوّة نفسه، لأنّه ليس لقوّة الذهن حدّ لا يجوز أن يتوهّم ازيد منه، إلى أن يكون حادسا لكلّ معقول، و هنالك تكون النهاية.

و كما أنّ الحدس أيضا قد يقع فى زمان أطول و فكرة أطول، و قد يقع فى زمان أقصر و فكرة أقصر، فكذلك قد يمكن أن يكون للحدس القصير حدّ او قريب من الحدّ، و للطويل حدّ او قريب من الحدّ.

فبيّن من هذا أنّه ليس يمتنع أن يوجد من أشخاص الناس من يحدس المعقولات كلّها او اكثرها فى أقصر الأزمنة، فيستمرّ من الأوائل العقليّة إلى الثوانى العقليّة على سبيل التركيب استمرارا نافذا.

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست