نام کتاب : المباحثات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 201
اتّصال بالمفارق غير محجوب، لأن الحجاب إما لفقد الاستعداد، و إما للعائق.
و أما الجوهر [278] المنفعل [279]
و الجوهر الفاعل فلا يقتضيان الحجب، و إذا لم يقع عوق
[280] وقع الاتصال التام فقبل مثل نقشه.
***
(602) س- ما معنى اكتساب الهيئة الاذعانية و
الاستعلائية؟ و كيف زوال الهيئات [281] الرديّة عن النفس بعد المفارقة
[282]؟ فإنه يظنّ أن بطلانها لا يكون إلا بالبدن، كما أن حدوثها لا يكون
إلا به.
ثم لا يخلو سبب عدم تلك الهيئات إما أن تكون هيئة النفس بطبيعتها أو
بعض الأسباب الثابتة، [283]
و لو كان كذلك لما احتيج إلى تزكيتها [284] في البدن، بل تكون كما تفارق و تتجرد تتخلص عن تلك الرداءات [285]، و تكون سواء وسخها و [286] نقاؤها عند المفارقة.
و إما أن يكون سبب عدم تلك الهيئات من الأسباب المتجددة [287]- كتناسخ أو تجدد حركات سمائية؛ و
التناسخ باطل، فيجب [288]
أن يكون الشيء البريء عن المادة متأثّرا عن الحركات السمائية [289] الجسمانيّة من غير توسط مادة.
(603) ج- نجد للنفس التي لنا حالتي صعوبة
مساعدة للشهوة و الغضب [290]
و سهولة مساعدة، و نجد أعمالا من الأعمال تزيد في ذلك و اخرى تزيد في هذه، و لو
كانت إحداهما للنفس بذاتها [291] لزمته [292]
هي و اتفقت في كل نفس؛ فإذن هي مكتسبة، و إنما اكتسابها بمزاولة أوهام البدن و
أعماله و أفعاله.