الفصل الخامس من المقالة العاشرة فى الخليفة و الإمام و وجوب
طاعتهما، و الإشارة إلى السياسات و المعاملات و الأخلاق[1]
ثم يجب أن يفرض السانّ طاعة من يخلفه، و ان لا يكون الاستخلاف إلّا
من جهته، أو بإجماع من أهل السابقة على من يصححون علانية عند الجمهور أنه مستقل
بالسياسة، و أنه أصيل العقل [2] حاصل عنده الأخلاق الشريفة [3] من الشجاعة و العفة و حسن التدبير، و أنه عارف بالشريعة حتى لا أعرف
منه، تصحيحا يظهر و يستعلن و يتفق عليه الجمهور عند الجميع، و يسن عليهم أنهم إذا
افترقوا أو تنازعوا للهوى و الميل، أو
[1] - في عدّة نسخ مخطوطة عندنا كلمة «الأخلاق» مقدمة على
المعاملات، و لا يخفى عليك أنّ تهذيب الأخلاق مقدم على المعاملات، و ما في الكتاب
من تقديم المعاملات عليها ليس إلّا من مسامحة الكتّاب.
[2] - يعني أن لا يكون عقله كسبيا، فالأصيل مقابل الدخيل، قال عزّ
من قال في يحيى:
«وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»
و كذا في عيسى عليه السلام: «إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ ...» و بالجملة لهذه الأصالة شأن في المقام فتدبر.
[3] - و الأخلاق المذمومة مانعة للنفوس عن الوصول إلى كمالاتها
العقلية، كما في الأسفار، ج 3، ص 114، ط 1.