الفصل الأوّل من المقالة العاشرة فى المبدأ و المعاد بقول مجمل، و
فى الإلهامات و المنامات، و فى الدعوات المستجابة، و العقوبات السماوية، و فى
أحوال النبوة، و فى حال أحكام النجوم
فالوجود إذا ابتدأ من عند الأول لم يزل كلّ تال [1] منه أدون مرتبة من الأول، و لا يزال
ينحط درجات؛ فأوّل ذلك درجة الملائكة [2] الروحانية
[1] - أي على قاعدة الممكن الأشرف فالأشرف في سلسلة النزول. و
قوله: «ثم من بعدها يبتدئ وجود المادة ...» أي في الصعود على قاعدة الممكن الأخس
فالأخسّ. و على هذا المنوال قال في الفصل الأول من النمط السابع من الإشارات:
«تأمل كيف ابتدأ الوجود من الأشرف فالأشرف ...» قال عزّ من قائل: «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ
يَعْرُجُ إِلَيْهِ» (الم سجده: 6). و إنّما كانت
السلسلتان بذلك الترتيب لبطلان التفرقة في الإيجاد.
ثم البحث عن قاعدة الممكن الأشرف و الأخسّ على التفصيل يطلب من إلهيات
الأسفار، ج 3، ص 164، ط 1.
[2] - لا يخفى عليك لطف قوله: «درجة الملائكة الروحانيين» بإفراد
الدرجة، و بعده «مراتب الملائكة الروحانية» بجمع المراتب، و ذلك لأنّ العقول
لقربهم من نور الأنوار كأن حكم الكثرة مرتفعة عنها، و أمّا النفوس فلكونها مدبّرات
مباشرات فأحكام الكثرة ظاهرة فيها.