يعنى بالشىء، الموجود؛ كأنك قلت: إن حقيقة كذا حقيقة موجودة [1].
و أما إذا قلت: حقيقة «آ» شىء ما، و حقيقة «ب» شىء آخر، فإنما صح
هذا و أفاد. لأنك تضمر فى نفسك أنه شىء آخر مخصوص مخالف لذلك الشىء الآخر، كما
لو قلت: إن حقيقة (آ) حقيقة و حقيقة (ب) حقيقة أخرى. و لو لا هذا الإضمار و هذا
الاقتران جميعا لم يفد، فالشىء يراد به هذا المعنى
[2].
و لا يفارق لزوم معنى الموجود إياه ألبتة، بل معنى الموجود يلزمه
دائما، لأنه يكون إما موجودا فى الأعيان، أو موجودا فى الوهم و العقل، فإن لم يكن
كذا لم يكن شيئا.
و أن ما يقال: إن الشىء هو الذى يخبر عنه حق، ثم الذى يقال مع هذا:
إن الشىء قد يكون معّدوما على الإطلاق، أمر
[3] يجب أن ينظر فيه. فإن عنى بالمعدوم المعدوم فى الأعيان، جاز أن يكون
كذلك، فيجوز أن يكون الشىء ثابتا فى الذهن معدوما فى الأشياء الخارجة. و إن عنى
غير ذلك كان باطلا، و لم يكن عنه خبر ألبتة، و لا الأعيان كان معلوما إلّا على أنه
متصور فى النفس فقط. فأما أن تكون متصوّرا فى النفس صورة تشير إلى شىء خارج فكلا.
أما الخبر، فلأن الخبر يكون دائما عن شى متحقّق فى الذهن. و المعدوم
[2] - أي معنى آخر و هو الحقيقة المتعيّنة، أي الماهية، و هي لا
تفارق لزوم معنى الموجود إيّاها، أي الموجود بكلا المعنيين إمّا الخارجي و إمّا
الذهني، و لكن الشيخ صرّح بأنّ الشيء بهذا المعنى الوجود الخاصّ للشيء.