هذه الغاية [1] لم يتضح لى ذلك [2] إلّا بقياس لا غير، فكيف يكون حال من يروم أن يعرّف حال الشىء
الظاهر [3] بصفة
[4] له، تحتاج [5] إلى بيان حتى يثبت [6] وجودها له؟
و كذلك قول [7] من قال: إن الشىء هو الذى يصح عنه الخبر، فإن «يصح» أخفى من
«الشىء» و «الخبر» أخفى من «الشىء»، فكيف يكون هذا تعريفا للشىء؟ و إنما تعرف
الصحة و يعرف الخبر بعد أن يستعمل فى بيان كل واحد منهما أنه «شىء» أو أنه «أمر»
أو أنه «ما» أو أنه «الذى»، و جميع ذلك كالمرادفات لاسم الشىء، فكيف يصح أن يعرّف
الشىء تعريفا حقيقيا بما لم يعرف إلّا به؟
نعم ربما كان فى ذلك و أمثاله تنبيه ما.
و أما بالحقيقة فإنك إذا قلت إن الشىء هو ما يصح الخبر عنه، يكون
كأنك قلت: إن الشىء هو الشىء الذى يصح الخبر عنه، لأن معنى «ما» و «الذى» و
«الشىء» معنى واحد، فيكون قد أخذت الشىء فى حد الشىء.
على أنا لا ننكر أن يقع بهذا أو ما يشبهه، مع فساد مأخذه، تنبيه بوجه
ما على الشىء، و نقول: إن معنى الوجود و معنى الشىء متصوران فى الأنفس، و هما
معيّنان. فالموجود و المثبت و المحصل أسماء مترادفة على معنى