الفصل الأوّل من المقالة التاسعة فى صفة فاعلية المبدأ الأول
فقد ظهر لنا أن للكل مبدأ واجب الوجود، غير داخل فى جنس أو واقع تحت
حد أو برهان، و برىء عن الكم و الكيف و الماهية و الأين و المتى و الحركة، لا
ندّله و لا شريك له و لا ضد له، و أنه واحد من جميع الوجوه، لأنه غير منقسم: لا فى
الأجزاء بالفعل و لا فى الأجزاء بالفرض و الوهم كالمتصل، و لا فى العقل بأن تكون
ذاته مركبة من معان عقلية متغايرة تتحد منها جملة؛ و أنه واحد من حيث هو غير مشارك
ألبتة فى وجوده الذى له، فهو بهذه الوحدة فرد، و هو واحد لأنه تام الوجود ما بقى
له شىء ينتظر حتى يتم، و قد كان هذا أحد وجوه الواحد. و ليس الواحد فيه إلّا على
الوجه السلبى، ليس كالواحد الذى للأجسام، لاتصال أو اجتماع، أو غير ذلك مما يكون
الواحد فيه بوحدة هى معنى وجودى يلحق ذاتا أو ذواتا.