الفصل الثامن من المقالة الثامنة فى أنّه بذاته معشوق و عاشق و
لذيذ و ملتذ و أنّ اللذة هي إدراك الخير الملائم[1]
و لا يمكن أن يكون جمال أو بهاء فوق أن تكون الماهية عقلية محضة،
خيرية محضة، بريئة عن كل واحد من أنحاء النقص، واحدة من كلّ جهة، فالواجب الوجود
له الجمال و البهاء المحض، و هو مبدأ جمال كل شىء و بهاء كل شىء. و جمال كل شىء
و بهاؤه هو أن يكون على ما يجب له، فكيف جمال ما يكون على ما يجب فى الوجود
الواجب؟ و كل جمال و ملاءمة و خير مدرك فهو محبوب معشوق، و مبدأ ذلك كله إدراكه
إما الحسى و إما الخيالى و إما الوهمى و إما الظنى و إما العقلى، و كلما كان
الإدراك أشد اكتناها و أشد تحقيقا و المدرك أكمل و أشرف ذاتا، فإحباب القوة
المدركة إياه و التذاذها به أكثر.
فالواجب الوجود الذى هو فى غاية الكمال و الجمال و البهاء الذى يعقل
ذاته بتلك الغاية و البهاء و الجمال، و بتمام التعقل، و بتعقل العاقل و المعقول