الفصل الخامس من المقالة الثامنة كأنه توكيد و تكرار لما سلف من
توحيد واجب الوجود و جميع صفاته السلبية على سبيل الإنتاج
و بالحرى أن نعيد القول فى أن حقيقة الأول موجودة للأول دون غيره، و
ذلك لأن الواحد بما هو واجب الوجود يكون ما هو به هو و هو
[1] ذاته، و معناه [2] إما مقصور عليه لذات ذلك المعنى، أو لعلة، مثلا: لو كان الشىء
الواجب الوجود هو هذا الإنسان، فلا يخلو إما أن يكون هو هذا للإنسانية و لأنه
إنسان، أو لا يكون.
فإن كان لأنه إنسان هو هذا، فالإنسانية تقتضى أن يكون هذا فقط؛ فإن
وجدت لغيره فما اقتضت الإنسانية أن يكون هذا، بل إنما صار هذا لأمر غير الإنسانية.
و كذلك الحال فى حقيقة واجب الوجود، فإنها إن كانت لأجل نفسها هى هذا
المعين استحال أن تكون تلك الحقيقة لغيره، فتكون تلك الحقيقة