الفصل الثاني من المقالة الثامنة فى شكوك تلزم ما قيل و حلها
و نحن فقد آثرنا فى هذا البيان
[1] أن نحاذى المذكور منه فى التعليم الأول فى المقالة الموسومة بالألف
الصغرى، ثم على هذا الموضوع شكوك يجب أن نوردها ثم نتجرد لحلها.
فمن ذلك، أن لقائل أن يقول: إن المعلم الأول لم يستوف القسمة فى كون
الشىء من شىء آخر، لأنه ذكر ذلك على وجهين: أحدهما كون الشىء عن آخر يضاده، و
بالجملة الكون الذى على سبيل الاستحالة:
و الثانى كون الشىء المستكمل عن المتحرك إليه و الذى فى طريق الكون.
و هذا غير مستوف للقسمة، لأن كل ما يكون عن الشىء يكون أولا على
وجهين، و هو أنه لا يخلو: إما أن يكون الأول المكوّن منه هو على وجود ذاته لم يبطل
منه شىء، و لم يفسد إلّا معنى الاستعداد [2] و ما يتعلق به. و إما أن يكون الأول أنما يمكن أن يكون منه الثانى
بزوال شىء من الأول.
[1] - أي البيان السابق و هو كون الشيء من الشيء. راجع الأسفار،
ج 1، ص 152، ط 1.