خيرية، ثم إن كانت الوحدانية فيها خيرية و لكنها لاحق لها غريبة
فلتجرد الملحوق [1] به يلزمه هذا البحث [2] بعينه، ثم كيف يتولد من الأعداد حرارة
و برودة و ثقل و خفة حتى يكون عدد يوجب أن يتحرك الشىء إلى فوق و عدد يوجب أن
يتحرك الشىء إلى أسفل؟ فإن بطلان هذه مما يغنى عن تكلف إبانة.
على أن قوما منهم جعلوا الأشياء تتولد من عدد يطابق كيفية و يوجد
معها، فتكون المبادئ ليست أعدادا بل أعداد و كيفيات و أمور أخرى، و هذا محال
عندهم.
و اعلم [3]
بعد هذا كله أن التعليميات لا تفارق الخيرية، و ذلك لأنها فى أنفسها ذوات حظ وافر
من الترتيب و النظام و الاعتدال فكل شىء منها على ما ينبغى أن يكون له، و هذا خير
كل شىء.
[1] - المراد من الملحوق به الهيولى؛ لأنّ الخيرية لا حقة لها.
[2] - يعنى أنّ الهيولى إمّا أن تكون قابلة للانقسام في نفسها فهي
مقدار مؤلّف من آحاد على رأيهم فهي أيضا من الخير، و إن كانت غير منقسمة في ذاتها
فذاتها وحدانية، إلى آخر البحث.
[3] - من «و اعلم ...» إلى آخره نسخة، و غير واحدة من نسخ الشفاء
خالية عنها.