responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 33

الأشياء من جهة المعنى الأشرف، و الجزء الأشرف، و الجزء الذى هو كالغاية. فيكون كان هذا العلم هو العلم الذى كماله، و أشرف أجزائه، و مقصوده الأول، هو معرفة ما يفارق الطبيعة من كل وجه. و حينئذ إذا كانت التسمية موضوعة بإزاء هذا المعنى لا يكون لعلم العدد مشاركة له فى معنى هذا الاسم، فهذا هذا.

و لكن البيان المحقق لكون علم الحساب خارجا عن علم «ما بعد الطبيعة» هو أنه سيظهر لك أن موضوعه ليس هو العدد من كل وجه، فإن العدد قد يوجد فى الأمور المفارقة، و قد يوجد فى الأمور الطبيعة، و قد يعرض له وضع فى الوهم مجردا عن شى‌ء هو عارض له. و إن كان لا يمكن أن يكون العدد موجودا، إلّا عارضا لشى‌ء فى الوجود.

فما كان من العدد وجوده فى الأمور المفارقة، امتنع أن يكون موضوعا لأى نسبة اتفقت من الزيادة و نقصان، بل إنما يثبت على ما هو عليه فقط، بل إنما يجب أن يوضع بحيث يكون قابلا لأى زيادة اتفقت، و لأى نسبة اتفقت إذا كان فى هيولى الأجسام التى هى بالقوة كل نحو من المعدودات، أو كان فى الوهم؛ و فى الحالين جميعا هو غير مفارق للطبيعة.

فإذن علم الحساب من حيث ينظر فى العدد إنما ينظر فيه و قد حصل له الاعتبار الذى إنما يكون له عند كونه فى الطبيعة، و يشبه أن يكون أول نظره فيه و هو فى الوهم، و يكون إنما هو فى الوهم بهذه الصفة، لأنه و هم له مأخوذ من أحوال طبيعية لها أن تجتمع و تفترق و تتحد و تنقسم.

فالحساب ليس نظرا فى ذات العدد، و لا نظرا فى عوارض العدد من حيث هو عدد مطلقا؛ بل فى عوارضه من حيث هو يصير بحال تقبل ما أشير

نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست