responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 289

علة متقدمة و هى بالحقيقة معلولة العلل كلها؟

و مما يليق أن نتكلم فيه بعد حل هذه الشبهة أنه هل الغاية و الخير شى‌ء واحد أم مختلف؟ و أيضا ما الفرق بين الجود و الخيرية؟

فنقول الآن: أما الشك الأول المنسوب إلى الاتفاق و العبث فنحله و نقول: أما حال الاتفاق و أنه غاية ما فقد فرغ منه فى الطبيعيات.

و أما بيان أمر العبث فيجب أن نعرف أن كل حركة إرادية فلها مبدأ قريب، و مبدأ بعيد، و مبدأ أبعد. فالمبدأ القريب هو القوة المحركة فى عضلة العضو، و المبدأ الذى يليه هو الإجماع‌ [1] من القوة الشوقية، و الأبعد من ذلك هو التخيل أو التفكر. فإذا ارتسم فى التخيل أو فى الفكر النطقى‌ [2] صورة ما، فتحركت القوة الشوقية إلى الإجماع خدمتها القوة المحركة التى فى الأعضاء، فربما كانت الصورة المرتسمة فى التخيل أو الفكر هى نفس الغاية التى تنتهى إليها الحركة و ربما كانت شيئا غير ذلك إلّا أنه لا يتوصل إليه إلّا بالحركة إلى ما تنتهى إليه الحركة، أو تدوم عليه الحركة [3].

مثال الأول: أن الإنسان ربما ضجر عن المقام فى موضع ما، و تخيل فى نفسه صورة موضع آخر فاشتاق إلى المقام فيه فتحرك نحوه و انتهت حركته إليه، فكان‌ [4] متشوّقه نفس ما انتهى إليه تحريك القوى المحركة للعضلة.

و مثال الثانى: أن الإنسان قد يتخيل فى نفسه صورة لقائه لصديق له فيشتاقه فيتحرّك الى المكان الذى يقدّر مصادفته فيه، فتنتهى حركته إلى ذلك‌


[1] - الإجماع هو العزم على التحصيل.

[2] - من الأمور الكلية، كما أنّ ما ترتسم في التخيّل من الأمور الجزئية.

[3] - كالفلك.

[4] - فالصورة المرتسمة عين الغاية.

نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست