الفصل التاسع من المقالة الخامسة فى مناسبة الحد و أجزائه
و نقول: إنه كثيرا ما يكون فى الحدود أجزاء هى أجزاء المحدود. و ليس
إذا قلنا: إن الجنس و الفصل لا يتقومان جزئين للنوع فى الوجود نكون كأنّا قلنا:
إنه لا يكون للنوع أجزاء. فإن النوع قد يكون له أجزاء، و ذلك إذا كان
من أحد صنفى الأشياء، أما فى الأعراض فمن الكميات، و أما فى الجواهر فمن المركبات.
فظاهر الحال [1] يومئ إلى أن أجزاء الحد أقدم من المحدود، لكنه قد يتفق أن يكون فى
بعض المواضع بالخلاف، فإنا إذا أردنا أن نحدّ قطعة الدائرة حددناها بالدائرة، و
إذا أردنا أن نحدّ اصبع الإنسان حددناها بالإنسان، و إذا أردنا أن نحدّ الحادة و
هى جزء من القائمة حددناها بالقائمة، و لا نحدّ ألبتة القائمة بالحادة و لا
الدائرة بقطعتها و لا الإنسان بالأصبع.
فيجب أن نعرف العلة فى هذا فنقول: إن هذه ليس شىء منها أجزاء
[1] - أي لمّا كان الحدّ بالذاتيات، و هي أقدم من المحدود فظاهر
الحال يومئ ....