و الذى ينبغى لنا أن نعرفه الآن أن الأشياء كيف تتحدد، و كيف نسبة
الحد إليها، و ما الفرق بين الماهية للشىء و بين الصورة. فنقول: كما أن الموجود و
الواحد من الأشياء العامة للمقولات [1] و لكن على سبيل تقديم و تأخير
[2]، فكذلك أيضا [3] كون الأشياء ذوات ماهية و حدّ، فليس ذلك فى الأشياء كلها على مرتبة
واحدة.
فأما الجوهر فإنه مما يتناوله حده تناولا أوليا و بالحقيقة، و أما
الأشياء الأخرى فلما كانت ماهيتها متعلقة بالجوهر أو بالصورة الجوهرية على نحو ما
حددناه، و أما الصورة الطبيعية فقد عرفت حالها، و المقادير و الأشكال فقد عرفتها
أيضا [4]، فتكون تلك الأشياء الأخرى أيضا من
وجه لا تتحدد إلّا بالجوهر فيعرض [5] من ذلك أن يكون.